طلاب المدارس في الساحل التهامي يتعلمون في العراء  وإعلام طارق يزيفون الحقائق .....

في الساحل التهامي، حيث يزيف اعلام طارق صالح الحقائق بشعارات التنمية والنهضة المزعومة التي يشبهونها بسنغافورة، يعيش الواقع على النقيض تماما فالطلاب يجلسون تحت الاشجار ليتلقوا تعليمهم في العراء بلا مقاعد ولا فصول والشمس تحرق اجسادهم وحياتهم والمطر فوقهم بينما تعرض على الشاشات صور براقة لمشاريع لا وجود لها الا في الاعلام. 

في الساحل التهامي حيث يفترض ان تزدهر الحياة ويثمر البحر والبر خيرا لاهله تحول الواقع الى صورة قاتمة من الفقر والنهب المنظم فصندوق تنمية الساحل التهامي الذي ولد من ضرائب الناس وحقوقهم لم يخلق لخدمتهم كما وعدوا غالب القاضي بل صار خزانة سرية لطارق القاضي وزبانيته. 

من عائدات الميناء الى ضرائب المشتقات النفطية ومن حق السمك الى رسوم مواد البناء والاسواق وبيع الليمون والطماطم كلها تجمع باسم التنمية وتصرف باسم السرقة المشروعة ينهب المال العام بلا حسيب ولا رقيب فيما تترك القرى والمناطق تغرق في العوز والتعليم ينهار امام اعين الجميع والاطفال تحت الاشجار. 

مشهد يلخص حال الطلاب والتعليم يجلس طلاب الساحل التهامي تحت الاشجار يتلقون دروسهم على التراب تلسعهم الشمس في النهار فاذا هطلت الامطار غرقوا في الطين والماء لا مقاعد لا جدران لا سقف فقط اصرار الاطفال على التعلم وسط الاهمال والتجاهل مشاهدهم الموجعة ليست خيالا بل صور واقعية التقطت على بعد كيلوهات من مقر اقامة طارق صالح الفاخر لكنها ممنوعة من البث في اعلامه لانها تشوه صورة التنمية المزعومة. 

كيف يمكن لك أن تتحدث عن التنمية وتتجاهل اطفالا يتعلمون في العراء كيف لمن يفاخر بالمشاريع ان يغض الطرف عن مدارس لا تصلها حتى كراسي الجلوس الجواب واضح لان المال مخصص للتجميل الاعلامي لا للبناء الحقيقي. 

الة طارق الاعلامية تعمل ليل نهار ليس لنقل الواقع بل لتزييفه وتلميعه عدساتهم لا ترى الفقر والجوع ولا تصور الاطفال تحت الاشجار بل تركز على كاميرات موجهة بعناية نحو لافتات باهتة لمشاريع ورقية لا وجود لها اما الحقيقة فهي تحجب وتهاجم كل من يكشفها وحين تنتشر الصور التي تظهر بؤس الساحل التهامي تسارع خلايا طارق الدعائية في سنحان الى الانكار والتبرير وكان الكارثة مجرد اشاعة.

لكن الصور لا تكذب والواقع لا يمكن تزويره كل حجر وكل وجه في الساحل التهامي يشهد بان ما يسمونه نهضة ما هو الا واجهة لنهب مستمر وتسلط ممنهج على ابناء الارض وفق خطة ممنهجة

حتى المساعدات الانسانية التي تصل باسم اهل تهامة من الهلال الاحمر الاماراتي تحولت الى مورد خاص لمشاريع طارق واتباعه تدار الاموال تحت شعارات انسانية بينما تصرف على فلل فاخرة ومشاريع استثمارية تخص حاشيته لا تصل المساعدات الى مستحقيها ولا يجد الفقراء حتى الفتات فيما الاعلام يتحدث عن جهود انسانية ومشاريع خيرية لا وجود لها الا في تقارير القنوات التابعة لهم. 

طارق صالح لم يحرر ارضه من الحوثي ولم ينهض بارض احتضنته يوما وهو هارب بل وجد في الساحل التهامي غنيمة مالية وموقعا امنا لسلطته الخاصة يمارس فيها النهب باسم ابناء الساحل الذين عانوا التهميش لعقود وجدوا انفسهم اليوم تحت سلطة لا تختلف كثيرا عمن سبقها سلطة تصادر خيراتهم وتحتكر مواردهم وتكمم اصواتهم بينما يعيش القائد في الابراج والفنادق ويصدر خطبا عن التنمية والنهضة

الحقيقة الصادمة ان الساحل التهامي اليوم منطقة منهوبة لا نامية تدار فيها الموارد لمصلحة حفنة من المتنفذين فيما يترك الناس في فقر مدقع ابناء الساحل لا يطلبون صدقة من احد بل يطالبون بحقوقهم من الصندوق الذي تورد اليه اموالهم يريدون مدارس لاطفالهم ودواء لمرضاهم وعدالة تحفظ كرامتهم لكن ما يصلهم هو العكس تماما اعلام يبيع الاوهام وسلطة تسرق احلامهم باسم التنمية.

هذه ليست تنمية يا طارق صالح بل نهب مغلف بخطاب منمق وما لم يفتح هذا الصندوق الاسود ويكشف مصير موارده فسيبقى الساحل التهامي شاهدا على جريمة كبرى ترتكب بحق الارض والانسان فالشعوب قد تصبر لكنها لا تنسى وذاكرة التهاميين لن تغفر لمن جعل من فقرهم مشروعا ومن معاناتهم دعاية سياسية...