رواتب مقطوعة ووعود كاذبة.. عدن تختنق
وصل أنين الناس في عدن إلى مسامع كل طاغية وحاكم ومدير وحتى أئمة المساجد. كل شيء في المدينة تغيّر، وأصبحت الحياة أكثر تكلفة؛ من غلاء الأسعار إلى المواد الغذائية، مرورًا بارتفاعات جديدة في أسعار الخضروات والفواكه.
الحياة صارت مثل سجن كبير، حركة الناس تراجعت بسبب العجز عن دفع الاستحقاقات المرهقة، واضطر كثيرون للبقاء في منازلهم. توقفت الأعمال وانعكس ذلك سلبًا على حياة الجميع.
الرواتب قُطعت، وصارت مهينة (من 30 دولارًا كحد أدنى، إلى 200 دولار فقط لنسبة ضئيلة). أفراد الجيش والأمن يرزحون تحت ضربات التجويع والتركيع، في لحظات قاسية يعيشها معهم موظفو الدولة والقطاعات الأمنية. ماذا فعل هؤلاء حتى تجازوهم بهذه الأفعال الحقيرة؟
قطع الرأس ولا قطع المعاش.
كتبنا وخرجنا في مسيرات تندد بهذا الفعل الجبان والإجرامي، خصوصًا من أفراد الجيش والأمن الذين وصلوا إلى ساحة قصر معاشيق. لكنهم هناك يُستقبلون بوعود كاذبة واحتيال مكشوف، كما اعتدنا منذ 2015 من كل من تولّى المسؤولية؛ لم نرَ غير الكذب، والتزوير، والفساد، ونهب المال العام بالقوة. 147 مؤسسة ومرفقًا شاهد حي على ذلك.
كيف نتعامل مع جماعة اختطفت الدولة والمؤسسات من دون انتخابات، ومن دون أي عمل مؤسسي، وتطاولت على الشعب بسياسة التجويع والتركيع؟
الظلم الواقع على الناس، وتحويل حياتهم إلى سجن، أمر مخيف ومؤلم. عشرات يسقطون كل يوم بسبب الأمراض، وضعف الصحة، والجوع.
لهذا نناشد المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية التدخل العاجل لرفع هذه الهيمنة الخارجية، وإخراج البلد إلى مخرج آمن يعيد للشعب كرامته وحقوقه، ويضع التنمية الحقيقية في مسارها الصحيح.