في ظل غياب المسئولية: رسوم جامعية باهظة، وموظفون دون رواتب، وخدمات تحولت إلى قطاع خاص.
الكل يدرك بأن الثورة اليمنية، قامت من أجل تحرير الإنسان اليمني، من الهيمنة والإستبداد الإمامي الكهنوتي، وعبث الإستعمار البريطاني، والعمل على بناء الوطن اليمني على أسس جديدة، يتماشى مع متغيرات العصر ومجرياته الحديثة، في كأفة المجالات، ومن ذلك تحريره من الجهل والفقر والمرض، وبالفعل فقد كان للثورة آنذاك، من أن تحقق خطوات إيجابية عديدة، في هذه الجوانب.
بقدر ما كان لمسأله كهذه، دورها المؤثر والهام الكبيرين على كأفة الصعد، وبالتالي فقد كان للإنسان اليمني، أن ينعم ويستفيد من خيرات الثورة، وما تحقق له في هذا الشأن على كثير من الصعد، أكان ذلك على مستوى التعليم الأساسي، أم الثانوي، أم الجامعي، أم من خلال البعثات الخارجية، وغيرها.
فضلاً عن الخدمات الأخرى، التي تحققت هي أيضاّ، أكان في جانب الخدمات الصحية، أم المياه، أم الكهرباء، أم في مجال التنمية، وغيرها.
في حين نجد أن مثل هذه الخدمات اليوم، تلاشت وأضحت في مهب الريح، بقدر ما تحولت أو أخذت منحى آخر غير ما قامت من أجله، وهذا ما يرى ويلمس أمام أعين الناس جميعاً، ناهيك عن الجهات المختصة، والتي هي تدرك ذلك جيداً، بدليل أن خدمات التعليم، ومنها التعليم الجامعي الحكومي، تحولت معظم رسومها إلى قطاع خاص، حيث أن الرسوم السنوية للطلاب، أضحت تثقل كاهل أوليائهم، نتيجة لتلك الرسوم الباهظة عليهم، ناهيك عن رسوم الجامعات الخاصة والأهلية، هي أيضاً بنفس الحال.
بالوقت الذي أضحى الناس دون رواتب، منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وهذا ما يضاعف المعاناة أكثر من اللازم، فيما نجد أولاد المسئوولين والمرتزقة خارج الوطن، يدرسون في جامعات حكومية وخاصة، بقدر ما يأخذون منح الآخرين، ليس هذا، بل أن نسبة كبيرة منهم يستلمون إعاشات شهرية فوق ما يحصلونه من المنحة نفسها، أو من وزارة التعليم العالي، ناهيك عن طابور طويل.. من المنافقين، والدجالين، والمزمرين، هم أيضاً يحصلون على إعاشات شهرية.
بينما أولئك الفقراء والمساكين يعيشون على الكفاف، وبدون رواتب حتى الآن، في حين البلاد تعيش حالة من الإنهيار الإقتصادي وتردي الخدمات في كأفة المجالات، بالوقت الذي أخذت الأمراض والأوبئة القاتلة، تجتاح معظم المناطق والمدن اليمنية، ومنها مدينة تعز، التي تعاني من أمراض السرطان حيث سجلت الإحصائيات فيها، بأكثر من ١٤ ألف حالة حتى الآن.
فيما الجهات المعنية بالمحافظة تقف متفرجة، وعاجزة عن القيام بدورها، في حين كان يفترض منها، أن تبادر من أول وهلة من تفعيل نشاطها.. سواءً أكان يتعلق الأمر في تحسين الخدمات الصحية، والتي تحولت للأسف إلى خدمات خاصة، وكذا الحال نفسه، لخدمات المياه، والكهرباء، واللاتي تحولت خدماتهما إلى قطاع خاص، وهذا أمر أضحى غير مقبول للبته، بأن تتحول معظم الخدمات الأساسية للدولة، إلى قطاعات خاصة، تتبع متنفذين وتجار حروب، وفاسدين.. داخل مدينة تعز، ومديرياتها الأخرى.
فبأعتقادي، هذا شيء لا يطاق ولا يمكن أن يستمر الحال على هذا النحو، لإنه لا يخدم أولئك المواطنين، الذين هم رأس مال هذا الوطن، لكن للأسف، نحن نعيش حالة من الفوضى، والشلل في كل جوانب الحياة، ويعود ذلك لغياب الضمير، وعدم الإستشعار بالمسؤوليةالملقاة على عاتق أولئك المسؤولين، سواءً على مستوى السلطة الشرعية، أم السلطات المحلية، ومؤسساتها وهيئاتها ومكاتبها، وكذا جامعاتها الحكومية والخاصة والأهلية ومن ذلك محافظة تعز، التي تعيش في أوضاع متردية وسيئة للغاية..