‏صالح: مهندس الخراب ومروج الفوضى الذي دمر اليمن وسلمه للحوثيين وبنى عقيدة الجيش للعداء للسعودية..

✍️???? عبدالمجيد زبح ..

في عشية الانتفاضة الوهمية لعلي عبدالله صالح، تلك التي أسماها البعض "الرقصة الأخيرة" عند بوابة منزله، نجد أنفسنا أمام لحظة تأمل في تاريخ هذا الرجل الذي ارتبط اسمه بمآسي اليمن وتفاقم أزماته نحاول أن نسرد بعضًا من تاريخه السياسي المليء بالمراهقات والانفصام نحاول أن ننقل للشعب اليمني الصورة الحقيقية لهذا الزعيم الذي كان السبب الرئيسي فيما يعانيه المواطن اليمني اليوم في كل شبر من جغرافيا اليمن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه لقد كانت مليشيات الحوثي إحدى أدواته التي صنعها ودعمها في حروب استمرت لست جولات دموية وعندما أجبر على مغادرة السلطة لم يتردد في تسليمهم الجيش والسلاح انتقامًا من الشعب الذي ثار ضده إنه علي عبدالله صالح الذي أدمن العبث بمصير اليمن شعبًا وأرضًا وسعى دومًا إلى زرع الفوضى لضمان بقائه على رأس السلطة أو الانتقام من خصومه مهما كان الثمن . 

علي عبدالله صالح الذي كان نقطة تحول سلبية في تاريخ اليمن الحديث حكمه كان امتدادًا لمسيرة من الفشل والعبث السياسي الذي زادت معه مآسي اليمن وتفاقمت لم يكن قائدًا وطنيًا بل كان نموذجًا للزعامة الفردية التي جعلت الوطن رهينة لمزاجه الشخصي وعنترياته السياسية كان قراره السياسي مرهونًا بنزواته الشخصية وانفصامه السياسي إذ كان يظهر وجهًا متناقضًا بين الداخل والخارج بين ادعاء الزعامة والممارسات الصغيرة التي لا تليق بحاكم دولة..

السعودية التي كانت الداعم الأبرز لليمن منذ عقود كانت هدفًا دائمًا لتحريض علي عبدالله صالح وخطابه العدائي رغم أنها قدمت مساعدات لا تُحصى لدعم استقرار اليمن وازدهاره كان يصور المملكة كعدو تاريخي ويغرس في الجيش اليمني عقيدة عدائية تجاهها ورغم كل هذه الافتراءات كانت السعودية تمد يدها لليمن وتستمر في دعم اقتصاده المتهالك لم يكن العداء تجاه السعودية مبررًا بل كان جزءًا من لعبة صالح السياسية لتصدير أزماته الداخلية وإشغال الشعب عن فشله في بناء الدولة..

الملك فهد بن عبدالعزيز كان في نظر صالح خصمًا سياسيًا رغم أنه كان الحامي لنظامه أمام الضغوط الدولية والخليجية كان الملك فهد يقدم لليمن الدعم على جميع المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ومع ذلك كان صالح يهاجم المملكة بألفاظ لا تليق بقائد دولة ويصورها كسبب لكل أزمات اليمن بينما كان الفشل الحقيقي يكمن في سياساته العبثية..

الإمارات لم تسلم أيضًا من خطاب صالح العدائي رغم دورها الكبير في دعم اليمن كان يصف الشيخ زايد بن سلطان بالرجل المجنون بينما كان الشيخ زايد رمزًا للحكمة والبناء قاد الإمارات لتكون واحدة من أكثر الدول تقدمًا في العالم بينما كان علي عبدالله صالح يغرق اليمن في الفقر والفساد كانت الإمارات تقدم لليمن مساعدات سخية لدعم تنميته بينما كان صالح يحول هذه الأموال إلى حساباته الشخصية وحسابات عائلته..

كانت سياساته تعتمد على استغلال الجيش لخدمة طموحاته الشخصية بدلًا من بناء مؤسسة وطنية قوية كان الجيش أداة لقمع الشعب وتنفيذ حروبه الداخلية التي لم تحقق سوى مزيد من الانقسامات كان يزرع في عقيدة الجيش عداءً مبرمجًا تجاه السعودية ودول الخليج ويستخدمه كورقة ضغط سياسية لتحقيق مكاسب ضيقة وفي النهاية سلم هذا الجيش للحوثيين بعدما كان قد دعمهم سرًا لسنوات..

الحروب الست التي خاضها ضد الحوثيين كانت مجرد مسرحية سياسية لم يكن يسعى للقضاء عليهم بل كان يدعمهم سرًا ويوفر لهم الفرصة لتعزيز قوتهم وعندما سلمهم الجيش بات واضحًا أن الهدف كان إضعاف مؤسسات الدولة وجعل اليمن رهينة لأطماع إيران الطائفية في المنطقة وفي نهاية حكمه لم يكتفِ بالتقرب من طهران بل أعلن ولاءه الكامل لها ودعا الشعب اليمني للتشيع في خيانة صريحة لهويته العربية والإسلامية..

السعودية ورغم كل الإساءات لم تتخل عن واجبها الإنساني تجاه الشعب اليمني عندما احترق صالح في محاولة اغتيال لم يجد مستشفى في اليمن قادرًا على علاجه لأن نظامه الفاسد لم يبنِ أي بنية تحتية حقيقية ولم يكن أمامه سوى اللجوء للسعودية التي استقبلته وعالجته ووفرت له كل ما يحتاجه رغم كل التحريض والكراهية التي زرعها ضدها كان موقف السعودية أكثر إنسانية من مواقف صالح نفسه تجاه شعبه..

اقتصاديًا كان علي عبدالله صالح مثالًا حيًا للفساد المالي والإداري المساعدات التي كانت تقدمها ‎السعودية ودول ‎الخليج لليمن لم تكن تصل إلى الشعب بل كانت تختفي في حساباته الشخصية وحسابات أسرته لم يكن هناك أي استثمار حقيقي في التنمية مشاريع البنية التحتية التي أعلن عنها كانت مجرد واجهات إعلامية بلا مضمون المستشفيات التي بناها كانت فارغة من الأجهزة الطبية أو تعتمد على معدات معطلة بينما كان المواطنون يموتون بسبب غياب الرعاية الصحية..

‏حياة عائلته كانت تعكس تناقضًا صارخًا مع واقع الشعب اليمني بينما كان الشعب يعاني من الفقر والجوع كانت أسرته تنعم بالرفاهية كانت حفلاتهم الخاصة في العواصم العالمية تكلف ملايين الدولارات بينما كان المواطن اليمني بالكاد يجد قوت يومه أصغر أفراد عائلته كان يقيم حفلات عيد ميلاد في باريس تكلف ليلة واحدة منها نصف ميزانية البلاد لسنة..

في نهاية حكمه أدت سياساته العبثية إلى كارثة وطنية عندما انقلب الحوثيون عليه بعد أن سلمهم الجيش والبلاد حاول استعادة زمام الأمور عندما أدرك أن مشروعهم يتعارض مع بقائه في الواجهه لكنه كان قد فقد كل أدوات القوة والنفوذ المعركة الأخيرة التي خاضها ضدهم أمام منزله في صنعاء كانت انعكاسًا طبيعيًا لمسيرته السياسية التي كانت مليئة بالخيانة والمراهقة السياسية..

علي عبدالله صالح لم يكن زعيمًا وطنيًا بل كان عبئًا على اليمن وشعبه لم يقدم شيئًا سوى الفقر والصراعات الداخلية والخارجية كان سببًا رئيسيًا في كل المآسي التي حلت باليمن وتجربته في الحكم هي درس تاريخي يجب أن يتعلم منه الجميع كيف يمكن للزعامة الفردية والفساد أن يدمر أمة بأكملها شعبًا وأرضًا...