مبادرة الشراكة اليمنية للأمن البحري (YMSP) – حدث استراتيجي يستحق التوقف عنده وتدعوا للتفائل...

مبادرة الشراكة اليمنية للأمن البحري (YMSP) – حدث استراتيجي يستحق التوقف عنده وتدعوا للتفائل...

منبر الاخبار / منبر الرأي ..

•• كتب : عقيد / محمد عماد العيسي...

يحتشد العالم لإطلاق مبادرة الشراكة اليمنية للأمن البحري وتعزيز قدرات خفر السواحل برعاية المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة، وبمشاركة أكثر من 35 دولة وخمس منظمات دولية، حدث كبير يدعوا للتفائل ويؤكد الإجماع الوطني والاقليمي والدولي على ان هذا النموذج دون غيره هو مايجب ان يتكرر ويستحق الدعم عند اعادة بناء المؤسسات, وهو بذلك يمثل محطة استراتيجية تعكس التزام دولي جاد بدعم خفر السواحل اليمني، وتعزيز الأمن البحري، وحماية طرق التجارة الدولية، ومكافحة القرصنة والتهريب، وفتح آفاق جديدة للتنمية الاقتصادية والحلول المستدامة.

ما يجعل هذا الحدث مختلف هو إصرار المجتمع الدولي على تبني نموذج خفر السواحل اليمني كنموذج وحيد أثبت نجاحه دون غيرة، في حين انهارت بقية المؤسسات العسكرية والأمنية التي استهلكتها الصراعات الحزبية والولاءات المناطقية. هذا النموذج، بفضل معايير التأسيس المهنية والدعم الدولي، حيث مكن السكان المحليين من أبناء تهامة ومناطق اخرى من الوصول إلى مواقع مرموقة وفق الكفاءة والجدارة ولاول مرة، بعيدا عن المحسوبية التي أقصت أبناء هذه المنطقة لعقود.

لقد أثبت خفر السواحل أن التمكين المحلي المبني على المهنية هو السبيل لخلق مؤسسات وطنية قادرة على الصمود أمام الأزمات، وأن مجتمع أبناء تهامة، حين أُتيحت لهم الفرصة العادلة، أظهروا قدرة على المنافسة ورفع اسم اليمن في المحافل الدولية. ولهذا، فإن أي محاولات لتفريغ هذه المؤسسة أو السيطرة عليها سياسيا ليست مجرد تجاوز، بل انتكاسة وطنية خطيرة تستهدف النموذج المؤسسي الوحيد الناجح في اليمن.

 هذه المبادرة الدولية، بتمويل أولي من السعودية (4 ملايين دولار) والاتحاد الأوروبي (2 مليون دولار)، تعزز قناعتنا بأن هناك إرادة إقليمية ودولية لإعادة بناء المؤسسات على أسس مهنية، وتكرار تجربة خفر السواحل كنموذج جدير بأن يعمم على بقية مؤسسات الدولة.

 أرى في هذه الخطوة تتويج لما نؤكد ونطرحه دائما في جميع لقاءاتنا مع دول الإقليم والعالم بأهمية الحفاظ على نموذج خفر السواحل وتكرار هذا النموذج في بقية الوحدات ومنع السطوا الحزبي الاناني عليها  وتعزيز وتكرار المعايير السليمة التي استخدمت فيها; كتمكين المجتمعات المحلية، تعزيز المهنية، والشراكة الدولية، لان هذا هو السبيل لبناء يمن مستقر وآمن يخدم أبناءه جميعا.

عقيد / محمد عماد العيسي
الأمن_البحري....