السعودية والقضية الفلسطينية ..

تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الاثنين الثاني والعشرين من سبتمبر، قمّتها الاعتيادية الثمانين؛ لتسوية القضية الفلسطينية بالوسائل السلمية وتنفيذ حل الدولتين، في جلسة ترأسها فرنسا والمملكة العربية السعودية. 

ويأتي هذا المؤتمر تجديداً للتأكيد على التزام المجتمع الدولي الراسخ بحل الدولتين، وسعياً لحشد مزيد من التأييد لدفع مسار تنفيذ هذا الحل قُدماً، بما يرسّخ أسس السلام العادل والدائم في فلسطين والمنطقة العربية والعالم.

ويُعدُّ هذا اليوم تاريخياً لفلسطين وشعبها وللأمة العربية والإسلامية، وهو ثمرة نضال استمر لأكثر من سبعة عقود، ضحى خلالها الشعب الفلسطيني بكل شيء في مقاومة أطول احتلال وأعتى كيان استيطاني في العصر الحديث.

ونحن نعلم أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس نهاية المطاف، بل هو خطوة أولى تمنح فلسطين الحق الشرعي والقانوني كدولة ذات سيادة، ستليها خطوات كثيرة وشاقة.

لقد جاء هذا الإجماع الدولي الداعي إلى الاعتراف بفلسطين دولة مستقلة وتنفيذ حل الدولتين، نتيجة جهود دبلوماسية جبّارة بذلتها المملكة العربية السعودية خلال العامين الماضيين. 

فالسعودية، التي وضعت فلسطين في صميم سياستها منذ تأسيسها، تواصل اليوم التزامها التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني عبر حراك سياسي دؤوب، قاد إلى تعزيز الاعتراف الدولي بحقوقه.

 وقد أدّت المملكة دوراً محورياً في حشد المواقف داخل الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لدعم القضية الفلسطينية.

في المقابل، يحاول البعض التخفيف من دور المملكة العربية السعودية تجاه القضية الفلسطينية، باتهامها بأنها لم تقم بالدور المفترض الذي يتناسب مع مكانتها العربية والإسلامية والدولية. 

لكن الحقيقة مختلفة تماماً، فها هو الواقع يثبت للجميع ما قامت وتقوم به المملكة تجاه القضية الفلسطينية في الماضي والحاضر، وهو ما لم تفعلْه كثير من الدول، خاصة تلك التي تتباهى بتبنيها ودعمها للقضية.

فلم تكن القضية الفلسطينية يوماً قضية عابرة في سياسة المملكة، بل هي قضية مركزية في صميم ثوابتها الوطنية. 

فالدفاع عن فلسطين والمسجد الأقصى -ثالث الحرمين الشريفين- بالنسبة للمملكة ليس مجرد التزام سياسي، بل هو واجب إنساني وديني وأخلاقي.

وقد ظلّت السعودية واضحة وثابتة في مواقفها الرافضة للاحتلال وسياسات القتل والإبادة وبناء المستوطنات والتهجير والحصار والتجويع، وجميع الأساليب الاستعمارية الإرهابية التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.

كما تبنّت المملكة مبادرات بارزة لحل القضية الفلسطينية، كان أبرزها مبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة بيروت عام 2002، والتي لا تزال حتى اليوم تُعتبر المرجع الأكثر شمولية لتحقيق سلام عادل ودائم. وقد رفضت السعودية الضغوط الأمريكية للاعتراف بإسرائيل أو التطبيع معها، إلا في إطار حل شامل يقيم الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية وفقاً للمرجعيات والقرارات الدولية، مؤكدةً على ضرورة حل عادل يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

فكانت وستظل المملكة العربية السعودية قائدة للأمتين العربية والإسلامية، وإحدى الدول المؤثرة في السياسة العالمية، ورقما صعبا لا يمكن تجاوزها أو العمل بدونها.

*أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي-قُطر اليمن...