مهلًا ترامب..قناة السويس المصرية ليست بنما!!
بعد مرور حوالي أكثر من مائة ( ١٠٠ يوم) للرئيس الأميريكي في السلطة ،تناولت وسائل الأعلام العالمية تصريحات عاجلة لترامب قال فيها ؛ " ينبغي السماح للسفن المرور في قناتي بنما والسويس دون دفع أي رسوم" ،والمثير في الأمر بأن الشارع المصري تلقى الأخبار بكل أريحية منها قول البعض بأن الرئيس الأمريكي يريد زيارة مصر خصوصًا ،وأن السيدة الأولى في مصر كانت برفقة زوجته ميلانيا في أثناء زيارتها قبل خمس سنوات، وحيث أكدت أنها لم، ولن تنساها أبدًا أي زيارتها لمصر، وخصوصًا الأهرامات.
بينما الآخرون من الأشقاء المصريين الذين يعتمدون على مركز المعلومات، ودعم اتخاذ القرار التابع لرئاسة مجلس الوزراء، يرون بأن أولوية قناة السويس و طموحها في رفع إيرادات قناة السويس الى الوضع الذي يسهم في ثبات واستقرار الاقتصاد المصري، وهذه الرؤية الاستراتيجية مع الأسف الشديد لاتتفق مع تصريحات ترامب الأخيرة.
بالمجمل هناك الرأي الاستراتيجي المحايد والحكم في هكذا تباينات، والذي يرى بأن ترامب أفكاره تُركز على أي وسيلة يقلل فيها تكاليف الشحن البحري للسفن الأميريكية عند مرورها بالممرات المائية ،وبأي طريقة ،ولم يعالج مشكلة إرتفاع تكاليف التأمين البحري بسبب الحروب.
وعليه لو ناقشنا حالة قناة السويس ،فأساسًا القناة متضرره من انخفاص عدد السفن المارة ،وزامن ذلك مع أرتفاع تكلفة التأمين البحري "Marine Insurance".
لذلك على السيد ترامب خفض عقود التأمين على السفن، ولو عالج هكذا مشكلة، و مخاطر الحروب على عقود تأمين السفن "Perils In Sea "،ومن تسميتها، فإنها مشكلة محلولة بنزع فتيل التوترات في المنطقة، وإحلال السلام الشامل ، وهذه تنسجم مع الرؤية المصرية، ومن ورائها العربية التي بذلت جمهورية مصر العربية كلها جهودها الدبلوماسية مع الأشقاء في دولة قطر لتحقيقها مؤخرًا ،وستسمر الجهود لما فيه أمن واستقرار المنطقة.
عود على بدء ؛ يبدو أن السيد ترامب لم يراجع استراتيجية الحل التي تقسم المشكلة الى أجزاء، وهذا واضح فقد دمج قناتي بنما والسويس في ملف واحد، بينما الواقع أن كلاهما تُوضعا في ملفين منفصلين؛ فممر قناة السويس مشكلتهُ إرتفاع التأمين اليحري" Marine Insurance" ، بل متضرره أي مصر، وهي بريئه من هكذا مشكلة كبرَاءة الذئب من دم يوسف بن يعقوب ،أما مايخص قناة بنما، والتي تتعامل مع 46% من تجارة الحاويات الأميريكية، فالمشكلة سي آي أف" CIF" اختصار لـ “Cost, Insurance a Freight”، وهو مصطلح يستخدم في الشحن، ويعنى في سياق الشحن والتجارة الدولية يُعبر عن الثمن الذي يتم دفعه مقابل البضائع المشحونة، والذي يشمل أجرة الشحن سواءً كانت برية أوبحرية أو جوية، بالإضافة إلى التأمين على البضاعة.
ختامًا هناك فرصة على طبق من ذهب بأن يزور ترامب جمهورية مصر العربية ، ويضع أول خطوات نيل جائزة نوبل للسلام من بوابة إحلال السلام في الشرق الأوسط.
باحث استراتيجي.