اليوم الوطني السعودي 95 عاما من النهضة الشاملة

يحتفل جميع أبناء الشعب السعودي وكافة المقيمين على ارضي المملكة العربية السعودية بعد أيام قليلة، بمناسبة الذكرى الــ 95 عام لليوم الوطني السعودي، وذلك في الثالث والعشرون من سبتمبر 2025، وتعود جذور القصة الكاملة لهذا اليوم إلى عام 1932، حين قام الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود رحمه الله، بإعلان توحيد المملكة العربية السعودية، بتأييد ومباركة واسعة من العلماء وشيوخ القبائل لهذه الخطوة التأريخية، التي غيرت خارطة الجزيرة العربية، وعملت على نقل بلاد الحرمين الشريفين إلى مرحلة جديدة، من التطور، والإزدهار، والأمن، والإستقرار، والنهضة الشاملة، في كل مناحي الحياة العامة، وتعد هذه المرحلة إمتدادا للدولة السعودية الأولى، التي أسس مداميكها الإمام محمد بن سعود آل مقرن، بالتحالف التأريخي مع الإمام محمد بن عبد الوهاب التميمي رحمهما الله، عام 1139 هـ الموافق 1727 م في مدينة الدرعية، وكذلك هي إمتدادا للدولة السعودية الثانية، التي اسسها الإمام تركي بن عبدالله رحمه الله عام 1309 هـ / 1891 م، وعاصمتها مدينة الرياض، وقد صدر المرسوم الملكي بتوحيد كافة أراضي الدولة السعودية بتأريخ 17 جمادى الأولى 1351 هـ ، تحت أسم "المملكة العربية السعودية"، ومنذ ذلك الحين بدأ الملك عبدالعزيز بتنظيم شؤون الدولة، وإرساء دعائمها المؤسسية، بطرق عصرية، مستعينا بالله ثم بالعلم والمعرفة الحديثة، وقد شكلت هذه القرارات السياسية، والخطوات الميدانية، البدايات الأولى للنهضة السعودية الشاملة،

ومن أبرز المنجزات التي قام بها الملك عبدالعزيز رحمه الله أثناء فترة حكمه الإهتمام بالجانب التعليمي والإقتصادي وإنشاء والخدمي وتحكيم الشريعة الإسلامية وفق كتاب الله وسنته صل الله عليه وسلم وإنشاء هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتصدي للبدع والخرافات والإهتمام بالحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن ولذلك قال رحمه الله أثناء افتتاح مجلس الشورى عام 1349 هـ : "إنكم تعلمون أن أساس أحكامنا ونظمنا هو الشرع الإسلامي وأنتم في هذه الدائرة أحرار في سن كل نظام وإقرار العمل الذي ترونه موافقا لصالح البلاد على شرط ألا يكون مخالفا للشريعة الإسلامية، لأن العمل الذي يخالف الشرع لن يكون مفيدا لأحد، والضرر كل الضرر هو السير على غير الأساس الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم" إلى جانب العناية الفائقة بطباعة الكتب العربية والإسلامية وتوطين البدو في هجر زراعية مستقرة ونشر الأمن والأمان ومكافحة اللصوص وقطاع الطرق والمخربين في جميع أنحاء المملكة وكذلك إستخراج النفط وكان ذلك بتأريخ 1357 هـ / 1938 م في المنطقة الشرقية وغير ذلك من المنجزات التأريخية المختلفة التي حولت المنطقة من صحراء قاحلة جرداء إلى واحات خضراء تنعم بالرخاء والأمن والإستقرار وكذلك إستطاع الملك المؤسس رحمه الله بناء علاقات دولية قوية ومتينة مع الدول العربية والإسلامية والعالم وفق القيم والمبادئ الشرعية والعربية الأصيلة، وفي الثاني من ربيع الأول عام 1373 هـ الموافق 9 نوفمبر 1953 م توفى رحمه الله بعد مسيرة حافلة بالجد والجهاد والإجتهاد وبناء الدولة السعودية المعاصرة،

وبعد وفاته رحمه الله تولى الحكم من بعده أبناءه الستة وهم الملوك سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبد الله رحمهم الله، واخيرا الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وقد ساروا جميعآ على خطى ونهج وطريقة الملك المؤسس في تثبيت دعائم مؤسسات الدولة المختلفة، وتطوير الحرمين الشريفين، وخدمة الحجاج والمعتمرين، وزوار المناطق المقدسة، ونشر الأمن والإستقرار والنهضة في ربوع المملكة، ومواصلة النهضة الشاملة، سياسيا، وإقتصاديا، وعسكريا، وإجتماعيا، بخطوات ثابته ومدروسة، إلى جانب التفاعل الإيجابي مع القضايا الإقليمية والعالمية، ومن ذلك الوقوف المشرف للمملكة العربية السعودية، ملكا، وحكومة، وشعبا، إلى جانب أبناء الشعب اليمني في مواجهة الميليشيا الإنقلابية الحوثية ، ودعم الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، سياسيا، وعسكريا، وإقتصاديا، ولوجستيا وو... الخ وذلك من أجل إنهاء الإنقلاب الإرهابي، وإحلال السلام الدائم، وعودة الأمور إلى مجاريها، وبسط سيطرة الدولة على كافة أراضي الجمهورية اليمنية، وقطع التدخلات الإيرانية في الشؤون اليمنية،

يبقى اليوم الوطني السعودي الــ 95، ليس مجرد رقم من الأرقام، أو حدث عابر ككل الأحداث الحاصلة في العالم العربي والإسلامي، ولكنه حدث تأريخي غير مجرى الأحداث في الجزيرة العربية، وتأريخ حافل بالتوحيد، والتطور، والإزدهار، والأمن والأمان والإستقرار، والإنجازات الضخمة، والنهضة الشاملة على كافة الأصعدة الداخلية والخارجية، وحكاية وفاء، وإخلاص، وعزيمة، وإرادة أسطورية، تروى للأجيال منذ عهد الملك عبدالعزيز، وحتى الملك سلمان، ومسيرة للمجد تمضي، وفق أسس راسخة وشامخة شموخ الجبال الراوسي، وذلك بفضل الله، ثم بفضل النيات الصادقة لحكام الدولة السعودية، في خدمة الدين، والأرض، والإنسان، أضف إلى ذلك الوعي المجتمعي، المساند للدولة في تطبيق الأنظمة والقوانين، وهذا هو السر وراء النجاح الباهر للدولة السعودية في الماضي، والحاضر، والمستقبل إن شاء الله،.