في الهند.. كل شيء كثير!

في الهند كل شيء كثير..

الأنهار والمطر والناس و(النامس) والبيوت والسيارات.. إلا الجميلات والأفيال.!

لا تصدقوا أفلام السينما الهندية، فالجميلات هناك نادرات جداً، وطوال شهرين لم أشاهد غير واحدة، أمام إحدى دور السينما الراقية.. جميلات الهند يتواجدن فقط في استديوهات تصوير الأفلام كممثلات أو في المعابد كراقصات.

 وفي ( بلاد تركب الأفيال) كما كنا نسمع، لا تتوقع مشاهدة الأفيال، إلا في الملصقات الدعائية وفي بعض حدائق الحيوانات.. والحقيقة أن الأفيال في المنشورات السياحية أكثر بكثير من وجودها الواقعي..!!

غير ذلك، فكل شيء كثير في الهند.. الآلهة والبشر والحجر والشجر والسيارات والأنهار والمطر... هناك كل أنواع المطر.. مطر يسقط من فوق ومطر يضرب من اليمين، ومطر من اليسار.. حتى أن هناك مطر يأتي من تحت .. 

ولغات الهند كثيرة ومتعددة كأغلب الأشياء فيها، وهي تزيد عن المائة، ما جعل الإنجليزية لغة مشتركة توحد الجميع، فيما تفرقهم العرقيات والديانات والآلهة.. الإله الفيل والإله القرد وإله آخر مزيج منهما، غير عبادة الأبقار وعبادة الأسلاف (الأجداد) التي كنت أظنها حكراً على القبائل البدائية الأفريقية.. وكل من يرغب الدعوة لدين جديد، فليشد الرّحال الى الهند ويدعو هناك جهاراً نهاراً.

كان صاحبي يتردد في الهند على طبيب إيراني، من أتباع الديانة البهائية، وهي ديانة جديدة انسلخت قبل ٣٠٠ عام عن الإسلام.. وذات يوم على العشاء، بعد جدال ونقاش مع الطبيب البهائي.. همس لي صاحبي:- ما رأيك أن ندخل في ديانتهم..؟ فاجأني ولعه المباغت بالأديان.. ونظرت إلى العلب الفارغة أمامه، فعرفت أنه أفرط في الشراب، وخشيت عليه جلطة أو ذبحة صدرية، كالتي أصابته قبل أيام.. فاستعجلته قائلا:- قوم قوم نروح، ناقصين دين جديد.