فيروز تحت وقع الفاجعة: انهيار نفسي بعد وفاة ابنها زياد الرحباني...

فيروز تحت وقع الفاجعة: انهيار نفسي بعد وفاة ابنها زياد الرحباني...

منبر الاخبار / المنبر الثقافي ...


كتبت / بسمة نصر   ...

استفاق الوسط الفني اللبناني صباح السبت على خبر مفجع: رحيل زياد الرحباني، الكاتب المسرحي، الموسيقي، والملحن الذي شكل بجرأته الفنية وحضوره النقدي المختلف علامة فارقة في الثقافة العربية.

لكن الحزن الأكبر لم يكن حكرا على جمهوره، بل حل كزلزال داخل منزل والدته، السيدة فيروز، التي أُفيد بأنها تعرضت لانهيار نفسي شديد فور تأكيد خبر الوفاة، ما استدعى تدخلا طبيا عاجلا لمتابعة حالتها الصحية.

بين الفن والحياة… خيط من وجع

لطالما ربطت فيروز بابنها علاقة فنية وإنسانية استثنائية. منذ أن خط أولى ألحانه لها وهو في الخامسة عشرة، بدا واضحا أن هذا الشاب لا يشبه أحدا. صدامي، حر المزاج، سياسي بامتياز، لا يقبل أنصاف الحلول. وفي خلفية كل ذلك، كانت علاقة الأم بابنها تتأرجح بين الحب والاختلاف، لكنّها لم تكسر يوما.

برحيل زياد، لم تخسر فيروز مجرد ابن، بل شريكا في رحلة إبداع طويلة، سطّرت معه صفحات نادرة من التجديد في الأغنية والمسرح، وصاغت عبره موجات من التحديث والتمرد على القوالب الكلاسيكية التي اعتادت عليها الأغنية العربية.

انهيار فيروز… صمت أكبر من الكلام

مصادر مقربة من العائلة أفادت أن فيروز دخلت في حالة صدمة نفسية عميقة، وأنها ما زالت ترفض الحديث مع أحد، تكتفي بالصمت والدموع. لم تُصدر العائلة حتى لحظة إعداد هذا التقرير أي بيان رسمي، فيما طلب من الصحفيين الابتعاد عن المنزل احتراما للخصوصية.

ويرجح أن تبقى السيدة فيروز تحت المراقبة الطبية خلال الأيام المقبلة، وسط دعوات واسعة من محبيها حول العالم بالصلاة من أجلها.

صدى الرحيل… صمت مسرحي وحنين شعبي

في الشارع البيروتي، بدا الحزن عاما. لا بيانات رسمية ولا ضجيج إعلامي، بل وجوه مذهولة، تستعيد أغنيات زياد ومسرحياته. مقاطع من “بالنسبة لبكرا شو؟” و”فيلم أميركي طويل” عادت إلى التداول، وكأن الجمهور يحاول أن يثبت أنه فهم رسائل زياد، حتى وإن جاءت متأخرة.

كان زياد صديق المهمشين، صوت المنهكين، الكاتب الذي لم يساوم، والموسيقي الذي مزج الجاز بالتراث، والحزن بالضحك، والعروبة بالسخرية.

النهاية… من غير موسيقى

رحل زياد، وانهارت فيروز. ليست مجرد حادثة وفاة، بل لحظة فاصلة في الذاكرة الفنية للبنان والعالم العربي.

قد يصمت صوت فيروز الآن، لكنه — كما في كل مرة — سيعود. لأن الألم في بيت الرحابنة ليس نهاية، بل بداية أخرى… كما علمنا زياد...