لا تحية... اتقوا الله في هذا الشعب
الى: رئيس المجلس الرئاسي المحترم
الى: اعضاء المجلس الرئاسي المحترمين
إلى: دولة رئيس مجلس الوزراء المحترم
نسخة بلا تحية:
الى التحالف العربي ومجلس الأمن الدولي
أما بعد...
منذ اكثر من عقد وشعبنا اليمني يخوض معركة البقاء في وجه حرب عبثية دفع ثمنها من دمه وكرامته ومستقبله حرب بدات بسقوط الدولة في العاصمة صنعاء على يد المليشيات الحوثية نتيجة تخاذل مؤسسات رسمية وعسكرية وانتهت بسقوط الشرعية ، وفي المناطق المحررة نتيجة سوء الإدارة وغياب الرؤية واحتكار القرار سقط ماتبقى من دولة وشرعية .
لقد تم إفراغ الدولة من مضمونها وأاسقط ما تبقى من مؤسساتها في مستنقع المحاصصة والولاءات السياسية والحزبية بتعيينات شخصيات هزيلة لا تمتلك من الكفاءة شيئا ولا من الخبرة إلا خدمة المصالح الضيقة وترك الشعب يتجرع مرارات الفقر والجوع والمرض بينما يعاد تدوير نفس الوجوه الفاشلة في دوامة عبثية تزداد معها معاناة المواطن كل يوم.
الصحة والتعليم، وهما من أبسط وأقدس حقوق الإنسان، انهارا تماما ،المعلم بلا راتب...الطالب بلا مقعد ولا كتاب...والمريض يجوب المستوصفات بحثا عن علاج مفقود، او مفقود بفعل فاعل.
لم يعد المواطن يرى فيكم املا ولا في سياساتكم طريقا نحو النجاة لقد تم تفريغ مفهوم الدولة من مضمونه واستبيحت القيم وانهارت الأخلاق واصبح الإنسان اليمني يعامل كعبء لا كصاحب حق.
نحن اليوم امام كارثة اخلاقية وسياسية وإنسانية وليست مجرد ازمة مؤقتة ، فالركائز الأساسية التي يقوم عليها أي مجتمع حر ومزدهر من تعليم عادل وشامل يضمن لكل طفل فرصة لبناء مستقبله.
ورعاية صحية متكاملة تركز على الوقاية والعلاج والكرامة الإنسانية ، وإدارة نزيهة وشفافة تحارب الفساد لا تحميه.
قضاء عادل لا يخضع لأهواء السياسة ولا لأوامر المتنفذين ، حرية رأي وحرية عقيدة وحرية تنقل ومشاركة حقيقية في صنع القرار.
بنية تحتية متكاملة في الصحة والتعليم والنقل، والطاقة والمياه ، وعدالة اجتماعية وتكافؤ فرص، دون تمييز على اساس الانتماء السياسي او المناطقي ، اقتصاد مستقر يوفر عملا كريما ويقلل الفجوة بين الطبقات.
كل هذه المبادئ ليست شعارات بل واجبات لا تسقط بالتقادم ولا تعفيكم منها التحالفات السياسية او التبريرات.
رئيس المجلس الرئاسي المحترم
اعضاء المجلس الرئاسي المحترمين
دولة رئيس مجلس الوزراء المحترم
اتقوا الله في هذا الشعب عودوا إلى رشدكم قبل ان يكتب التاريخ ان من تولى امر هذه البلاد خان الامانة وسكت عن الفساد فالشعب لم يعد يحتمل ولن يسامح من خذله.
المستشار عارف ناجي علي
عدن في 20يوليو 2025