بدون تعليم... لا وطن يبنى ولا تحالف يعذر

منذ ان أادرج اليمن تحت البند السابع في مجلس الامن الدولي بموجب القرار 2216 الصادر في ابريل 2015 بات من المفترض ان يتحمل المجتمع الدولي وعلى رأسه التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية مسؤوليات حاسمة تجاه امن واستقرار اليمن لا سيما في اعادة مؤسسات الدولة وتمكين الحكومة الشرعية من بسط نفوذها على الارض وبناء المؤسسات وفي مقدمتها التعليم والصحة والخدمات الأساسية.

إلا ان الواقع الميداني خلاف ذلك ، فقد أاجهض التعليم تماما وتعرضت حقوق المعلمين للهدر حتى اصبحوا فريسة الاهمال والفقر والخذلان ولم تعد المدارس مكانا للتنوير بل اغلقت ابوابها بسبب الاضرابات المتكررة وانسداد الافق ، هذا الواقع الكارثي فتح الباب واسعا امام تجار المخدرات والحشيش والسلاح الذين استغلوا الفراغ التربوي لزرع الفوضى والانحراف بين أوساط طلاب المدارس.

فالبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة خول المجتمع الدولي التدخل لفرض قراراته بالقوة ضد من يهدد الامن والسلم الدوليين ووفقا للقرار الأممي 2216 فإن التحالف بقيادة السعودية جاء لمساندة الشرعية اليمنية واستعادة الدولة وتحرير صنعاء ودعم التنمية وليس فقط خوض العمليات العسكرية وتاسيس المليشيات المسلحة .

السؤال لماذا لم تتحقق هذه الأهداف بعد مرور اكثر من عقد من الزمن ! ولماذا لم نر خطة حقيقية لاعادة تاهيل التعليم والصحة والخدمات في حين يتم انفاق مليارات الدولارات في صفقات سياسية وصراعات عبثية؟ ام ان اهداف التحالف باتت سياسية ولا علاقة لها بتحرير صنعاء!

اليوم ونتيجة اهمال ممنهج تعيش المحافظات المحررة اوضاعا اكثر بؤسا ، الكهرباء تنهار، المياه شبه معدومة، الطرقات مهترئة، والنفايات تغرق الشوارع والأخطر من كل ذلك تفريغ التعليم من مضمونه حتى بات الطالب مجرد رقم بلا رؤية ولا امل.

نحن لا نبالغ حين نقول ان المجتمع يفقد القيم والاخلاق تدريجيا، لان القيم والاخلاق لا تنبت في بيئة طاردة للعلم ، ما يحدث اليوم من تفكك اسري وفقر وجوع وغلاء معيشي وجرائم توسع تجارة المخدرات وانتشار العنف بين الشباب هو نتيجة طبيعية لغياب المدرسة والمعلم والكتاب.

اليوم لم يعد مقبولا ان يظل التحالف صامتا امام هذا الانهيار !

اين الدور الإنساني الذي وعدوا به؟

اين اعادة الاعمار والبنية التحتية والخدمات ؟

اين تمكين الحكومة من دفع مرتبات المعلمين والاطباء والعمال ؟

اين خطة الانقاذ العاجلة للمدارس المنهارة؟

ان كانت الحرب قد عطلت التنمية فمن المسؤول عن المناطق التي تم تحريرها منذ سنوات؟

في كل تجربة نهوض في العالم كان التعليم هو المنطلق فنحن لا نطلب معجزة بل حقا اساسيا في بيئة تعليمية مستقرة ومعلم مكرم ومنهج وطني موحد وطفل يذهب الى مدرسته بامان ويعود حاملاا احلام الغد .

وهي رسالة ادعو بها للتحالف العربي والحكومة من هنا وذلك باهمية :

ـ تشكيل لجنة وطنية - دولية لاعادة تاهيل التعليم بعيد عن اذوات الفساد .

ـ ربط دعم التحالف العربي بإصلاح قطاعات الخدمات الاساسية وعلى راسها الرواتب والبنية المدرسية والخدمات من كهرباء وماء وخدمات صحية .

ـ اطلاق حملة وطنية لمكافحة المخدرات وحمل السلاح تبدا من داخل المدارس والمناهج.

ـ بناء شراكة بين المجتمع المدني والسلطة المحلية لحماية التعليم من الانهيار.

ختاما اذا ردنا ن ننقذ اجيالنا من الضياع علينا ان نبدا من السبورة والطبشور فلا دولة بلا تعليم ولا سلم اجتماعي بلا مدرسة ولا مستقبل بلا امل في جيل متعلم، اما التحالف فإن مسؤوليته التاريخية تحت البند السابع لا تسقط بالتقادم وعلينا ان نذكره بانه لم يات ليقاتل فقط بل ليعيد الحياة الى بلد نازف بات مهددا في وجوده اليوم اكثر من يوم تدخل التحالف .

* مستشار وزارة التربية والتعليم