حرّروا الصحافة أولاً… ثم تكلّموا عن الاستثمار!

قرأت هذا الخبر عن اجتماع محافظة لحج بشأن المشاريع الاستثمارية وأجد نفسي مضطراً للتعليق عليه بوضوح وصراحة قبل أن نتحدث عن إعادة صياغة البرامج الاستثمارية أو توزيعها نحن بحاجة أولاً إلى صياغة مشروع حقيقي لاحترام حرية الصحافة والاستماع إلى أصوات الصحفيين والإعلاميين الذين ينقلون معاناة المواطنين بكل أمانة المؤسف أن الصحفيين في بلادنا – بدلاً من أن تُؤخذ قضاياهم بعين الاعتبار – يتعرضون للاعتقال والملاحقة لمجرد أنهم أدّوا واجبهم المهني ونقلوا الحقيقة... 

كيف نتحدث عن التنمية والاستثمار بينما نكمّم أفواه من يسلّطون الضوء على الفساد والتقصير؟ أي برنامج استثماري هذا الذي لا يبدأ بالاستثمار في قيم العدالة وحرية التعبير؟ قبل أن تطالبونا بتحقيق الإيرادات، طالبوا أنفسكم أولاً بتحقيق العدالة وإطلاق الحريات، فحرية الصحافة ليست ترفاً بل هي حجر الزاوية لأي تنمية حقيقية... 

لن تنجح أي خطة استثمارية طالما يُقصى الإعلام ويُضيَّق على الصحفيين ولن يكتب النجاح لأي مشروع لا ينطلق من قاعدة احترام الإنسان وحقوقه الأساسية ما نريده أولاً هو أن يتم الاستماع إلى الإعلاميين، لا تكميمهم، وأن تُترجم التقارير الصحفية إلى خطوات تصحيح حقيقية، لا إلى مذكرات توقيف... 

إذا أردنا أن نواجه التحديات وننتصر على الأزمات، فلا بد أن نفتح الباب أمام الإعلام الحر، لأنه صوت الشعب ومرآته أما غير ذلك، فمجرد شعارات لا تصمد أمام الواقع...