هجوم الفجر: إسرائيل تباغت إيران بضربات موجعة...
كان فجر الجمعة مختلفًا. لم يكن فجرًا عاديًا في الشرق الأوسط، بل لحظة مفصلية حملت معها صدمة استراتيجية هزّت أركان طهران. في هجوم مباغت ومركز، نفّذت إسرائيل أكثر من 300 غارة جوية استهدفت منشآت حيوية داخل إيران، على رأسها منشأة التخصيب النووي في "نطنز".
المفاجأة لم تكن فقط في حجم الهجوم وسرعته، بل في نتائجه الأولية التي، وفق مصادر متقاطعة، أسفرت عن مقتل 10 من كبار علماء الذرة النوويين، إلى جانب عدد مماثل من القادة العسكريين البارزين في الحرس الثوري.
إسرائيل لم تكتفِ بهذه الضربة، بل وصفتها بأنها "المرحلة الأولى" من عملية عسكرية متواصلة تهدف إلى تقويض القدرات النووية الإيرانية وإضعاف النظام الحاكم. هذا الإعلان بحد ذاته يحمل رسالة استراتيجية مزدوجة: أن تل أبيب دخلت في مسار تصعيدي طويل الأمد، وأن ميزان الردع قد تغيّر بالفعل.
أما إيران، فقد اكتفت حتى اللحظة بردود فعل إعلامية، متوعدة بما وصفته بـ"رد قاسٍ ومؤلم"، لكن دون أن تُترجم تهديداتها إلى أفعال على الأرض. ورغم إرسالها بضعة طائرات مسيّرة لم تحدث تأثيرًا يُذكر، ظل الشارع الإيراني والعربي يتساءل عن طبيعة الرد المقبل، وما إذا كانت طهران قادرة حقًا على استيعاب الضربة والرد عليها دون الوقوع في فخ التصعيد الشامل.
في المقابل، شهدت منصات التواصل انقسامًا حادًا بين من يرى في هذا الهجوم انتصارًا إسرائيليًا غير مسبوق، وبين من ينتظر ما ستسفر عنه الأيام القادمة. في الحالتين، من الواضح أن المشهد الإقليمي دخل طورًا جديدًا، حيث لم تعد التهديدات كافية لحفظ ماء الوجه، بل بات الفعل هو ما يحدد موقع القوى في موازين الردع.
في النهاية، يبقى السؤال مفتوحًا: هل اكتفت إيران بالصمت الاستراتيجي؟ أم أننا على موعد مع تصعيد قد يشعل فتيل حرب إقليمية لا تُبقي ولا تذر؟
الجمعة كانت ثقيلة الوطأة على طهران، وربما كانت فجرًا جديدًا لمنطقة تبحث عن ملامح نظام أمني جديد، يتشكل تحت أزيز الطائرات وليس في دهاليز الدبلوماسية.