من حرف سفيان إلى أبوظبي .. العمراني يروي فصول التحول في مسيرة طارق صالح

منبر الأخبار -خاص
منبر الأخبار: قال وزير الإعلام اليمني السابق علي العمراني إن العميد طارق محمد عبدالله صالح ليس جباناً، مستشهداً بمواقف عسكرية سابقة له خلال الحرب السادسة في منطقة حرف سفيان عام 2010، حين كان العمراني عضواً في اللجنة الوطنية لإحلال السلام.
وأوضح العمراني، في منشور له على منصة "إكس" اطلع عليه "منبر الأخبار"، أنه علم حينها أن طارق صالح زار محوراً عسكرياً كبيراً في منطقة الجبل الأسود وما حولها، يضم ثمانية ألوية عسكرية، خلال الحرب، وأضاف أن أحد الضباط الكبار تحدث عن شجاعة طارق صالح، مشيراً إلى تفاصيل امتنع عن ذكرها "كي لا يبدو ذلك من قبيل المجاملة لعضو في مجلس القيادة الرئاسي"، حسب تعبيره.
ورغم إشادته بمواقف طارق العسكرية، أكد العمراني أنه لا يؤيده "ما دام هو وحلفاؤه وداعموه يدعمون أيضاً التجزئة والانفصال، ويستحوذون على سقطرى وميون"، مضيفاً: "ما سمعته عنه في حرف سفيان رغّبني بعد عودتي في لقائه، وتحدثت مع زميل برلماني لا يزال في صنعاء لترتيب اللقاء، لكنه لم يتم، ولم أكرر الطلب".
وأشار العمراني إلى أنه لم يلتقِ طارق صالح شخصياً سوى مرة واحدة في عمّان عام 2022، أثناء زيارة الأخير برفقة الدكتور رشاد العليمي، واصفاً اللقاء بأنه كان من بعيد، مضيفاً: "بدا لي عاقلاً ومحترماً".
وتطرق العمراني إلى القادة العسكريين البارزين في حرف سفيان في ذلك الوقت، ومنهم فيصل رجب، وعلي بن علي الجائفي، وعبدالرب الشدادي الذي كان نائباً لقائد أحد الألوية، مشيراً إلى أنه وصف هذا القائد لاحقاً في مقال بعنوان *"عشرون عاماً من العبث!"* بأنه "القائد الذي لا يرى الشمس"، في إشارة إلى غياب الكفاءة والتوازن في قيادة المرحلة.
وأشاد العمراني بقائد المحور حينها، اللواء علي محمد صلاح، الذي وصفه بـ"الضابط المهني المحترف والنشيط والشجاع، الذي لا يتعاطى القات، ولم تظهر عليه مظاهر التعصب السلالي"، مضيفاً أنه أثار دهشة أحد قادة الحوثيين عندما أخبره بأن علي صلاح ينتمي إلى نفس النسب العبدمنافي.
واعتبر العمراني أن من "مفارقات وغرائب الزمن" رؤية طارق صالح إلى جانب أبو علي الحاكم في صنعاء بعد سيطرة الحوثيين عليها، مشيراً إلى أن "انتفاضة ديسمبر 2017 كانت طبيعية، وربما طارق هو من حث عمه علي عبدالله صالح عليها، لكنها تأخرت كثيراً ولذلك لم تنجح"، حسب قوله.
وأضاف أن "الوقت المثالي للانتفاضة كان عندما كان الحوثي لا يزال بعيداً عن عمران وصنعاء"، محملاً كلاً من علي عبدالله صالح وعبدربه منصور هادي مسؤولية تاريخية مشتركة في السماح بسقوط العاصمة، قائلاً: "مواقفهما كانت خاطئة، ولا عذر مقبول مثل (لم يكن بيدي شيء)، فهي نتيجة لسوء التقدير وعمى البصائر".
وانتقد العمراني أيضاً من وصفهم بـ"المزينين" الذين قدموا المشورة الخاطئة لصالح وهادي، مشيراً إلى أنهم أسهموا في رسم مسارات أوصلت البلاد إلى ما وصفه بـ"النكبة اليمنية التاريخية"، مؤكداً أن ذلك لا يعفي الرئيسين من المسؤولية.
وفي سياق حديثه عن تحركات إعلامية حديثة، أشار العمراني إلى لقاء جمع إعلاميين تابعين للمقاومة الوطنية بقيادة طارق صالح بنظرائهم من المجلس الانتقالي الجنوبي، قائلاً إن أحد الإعلاميين عبّر عن تفاؤله بهذا اللقاء، معتبراً أن الإمارات قد تحاول جمع حلفائها على قاعدة الوحدة.
وأضاف العمراني: "كتبت له معقباً في 22 مايو: أخشى أن الإمارات قد تحاول جمع حلفائها على التشطير، وليس الوحدة"، مشيراً إلى تمسك الصحفي برأيه رغم تحذيراته.
واختتم العمراني حديثه بالإشارة إلى زيارة الشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات، لطارق صالح بعد تعرضه لحادث، واصفاً ذلك بـ"دليل اهتمام خاص"، وموجهاً رسالة إلى طارق صالح بقوله: "حاول أن تقنع بن زايد بدعم تعبيد طريق الوحدة، فهو طريق النجاة الوحيد لليمن، أما سواه من طرق التشطير والتجزئة فهي مليئة بالمخاطر، وقد تقود إلى حرب مائة سنة، ذهب منها عشر فقط، وقد تطال من يظن اليوم أنه في مأمن".