نساء عدن وعصي الإنتقالي الجنوبي !
ما من شك أن القوات الجنوبية المنتشرة على مفاصل عدن أصبحت موجهة بشراسة نحو الداخل وتقييد حركة الجياع ومطاردتهم في عدن ، هناك تحالفات تنسجها قيادات الانتقالي مع قوى يمنية اشد مكر على الجنوب وشعبة ، بدأت تسريبات من نشطاء في الإنتقالي الجنوبي فرحين ومروجين أن طارق عفاش مع قيادات في الرئاسي اليمني وقعوا على مسودة بحق تقرير مصير الجنوب عبر الاستفتاء ، اذا صح هذا الأمر فنحن أمام شبكة معقدة من السقوط الأخلاقي والسياسي لهذا النفر ومن خلفهم قيادات الانتقالي الجنوبي التي لم تنكر ذلك .
هذا النفر الضآل رهنوا تقرير مصير الجنوب في قبضة جلاديه .. ما مدى الإجماع اليمني لطارق عفاش ؟ وما مدى قدرته على خطم اليمن في قبضته ؟ وهل لهذه العائلة مكان في اليمن حتى تحكمه مستقبلا ؟ ...حتى الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب هل الجنوب في وضعه الديمغرافي المعقد الآن قادر على الاستفتاء ؟ ... وهل القوى اليمنية والإقليمية رضخت للقوى السياسية والعسكرية الجنوبية ؟ .. بإختصار الجنوب لن يعود من بوابة اليمن سليما معافى ، بوابة الجنوب ستفتح في ظل واقع سياسي جبري بالقوة العسكرية كما فرض اليمن واقع الوحدة الجبري مشيا على أشلاء ودماء الجنوبيين في ٩٤م .
تتشابك المصالح بين الإمارات والسعودية وهذا الأمر عزز من واقع نازف للجنوب واليمن بلا رحمة ، لم يكن اليمن يوما ما سويا في داخله ومع الجوار ، وعلى إمتداد الحكم خلال الفترة منذ المتوكلية حتى الحوثية اليوم ترسخت مداميك الجهل والنهب والفوضى والفساد و اللادولة ، وينقسم المجتمع إلى فئتين فئة حاكمة وأخرى مستعبدة ، وهروب المستعبدين من صنعاء إلى عدن على امتداد العقود الستة الفائتة عزز من اخترق الدولة في الجنوب واسقطها في عدن عام ٩٠ م ، وتم خطم الجنوبيين نحو صنعاء بطريقة إستعبادية مهينة .
يخرج رئيس مجلس مجلس القيادة الرئاسي العليمي موضحا أن المجلس الرئاسي نقل الطائرة من عمان الى صنعاء تحت القوة والتهديد الحوثي ، وهي الطائرة الرابعة التي تم تدميرها من قبل الكيان الصهيوني في مطار صنعاء حتى يحمي مطار عدن وحضرموت وشبوة والمخا على حد قوله إعلاميا ، العليمي ومجلسه الرئاسي معضلة كبرى ، رسخوا من عذابات المواطنيين في المناطق المحررة ، وصنعوا الأزمات ، ودمروا الأجزاء المتعافية من قبضة الحوثيين وهي المناطق الجنوبية .
لا يبتعد رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي من صناعة الفشل والتراجع وعذابات المواطنيين في الجنوب وتفسيخ وتفتييت النسيج الاجتماعي فيه ، ذهب عيدروس الزبيدي بعيدا فرحا بفتحه مكتب لمجلسه الإنتقالي الجنوبي في امريكا ، والواقع هو العكس ، وهو أن تفتح امريكا مكتبها في عدن لمحاكاة ودعم الواقع فيها ، القوة الجنوبية الضاربة في الأرض لا تحتاج إلى فتح مكاتب في الخارج ، المكاتب تفتح في الخارج لتهيئة السيطرة على الداخل عبر تدخل أجنبي أو عمل عسكري من الحدود ، الزبيدي فشل في لم الداخل وفرض واقع القضية الجنوبية في الخارج ، وأصبحت قواته تطارد الجنوبيين في عمق عدن التي تعد بوابة الحرية وسقوط الحوثيين المدوي .
في استوكهولم وقفت الشرعية اليمنية بقيادة الرئيس السابق عبدربه منصور لتمنع إسقاط الحديدة مدينة وميناء في قبضتها بحجة الجوانب الإنسانية وإبقاءهم تحت تصرف الحوثيين لدخول المواد الغذائية والمشتقات النفطية ، في هذا الشأن تم تفصيل بنود اتفاق استوكهولم ، في هذه العجالة نسترجع بند يقضي أن إيرادات ميناء الحديدة تذهب لصرف رواتب الموظفين في صنعاء وبلداتها وكذا عوائد شحنات النفط .
عزز الحوثيون من قوتهم العسكرية بأنساق قتالية واستثمروا ميناء الحديدة لرفد تمددهم العسكري والتمويني بعيدا عن المواطنيين ، لم يستفيد من اتفاق استكهولم سواهم ، وعلى طول المسافة من عدن حتى الحديدة سقط الآف القتلى والجرحى وتحولت عدن اليوم إلى مركز وباء وجوع و تسول .
خرجت الشرعية اليمنية المختطفة حوثيا مجددا قبل أيام بمبادرة إنسانية نفذت سريعا على أرض الواقع بعد تدمير ميناء الحديدة من قبل الكيان الصهيوني نتيجة صواريخ الحوثيين المتجهة إلى إسرائيل بفتح طريق الضالع صنعاء ، المستفيد الأكبر من هذا الإجراء الحوثيين لتخفيف حدة التأزم الداخلي شعبيا ورفد قنواتهم العسكرية ماليا عبر جمركة البضائع الداخلة إليها من عدن ، مع بقاء صواريخ الحوثيين صوب المنشأت النفطية الجنوبية في شبوة وحضرموت تمنع تصدير النفط ، صوب المنشأت الرافدة لخزينة البنك المركزي بالعملة الصعبة والتي تسببت في توقف رواتب الموظفين في المناطق الجنوبية وسقوط العملة وارتفاع الأسعار وتفشي الاوبئة ، اي منطق إنساني يتجرد من إنسانيته في الجنوب وتنهض هذه الإنسانية بسرعة وقوة باتجاه المواطنيين في صنعاء ومدنها الواقعة تحت حكم الحوثيين