((عندما يكون الانفصال قدَراً وواقعاً)) 

الحقيقة أننا جميعًا كبرنا تحت راية دولة واحدة، والعلم الأزرق ذو النجمة البيضاء يرفرف في كل زوايا حياتنا. نحتفل تحت رايته، ونعتز به كل الاعتزاز، فهو كان لنا هوية وطنية، ونفخر بانتمائنا إليه.

إن دولة الصومال، شمالها وجنوبها، هي أرض واحدة وشعب واحد، إذا نظرنا إليها من منظور الوحدة. أما إذا نظرنا إليها من زاوية الانفصال، فسنجدها شعبين ودولتين. لكن يجب أن ننظر من منظور أخوي: إنها دولتان، نعم، ولكن بشعب واحد.

لمن يرفض انفصال الشمال عن الجنوب (الصومال الكبير)، كان يجب أن تسألوا: لماذا يريد أبناء الشمال الانفصال، وهم الذين سعوا للوحدة في بداية الاستقلال عن قبضة الاستعمار الإنجليزي؟ كثيرًا ما يكون الانفصال علاجًا سليمًا لبقاء الشعوب، فعندما تُكسر الوحدة، وتنهار جسور الود والأخاء والمساواة، ويُعمَّم الاستعلاء على الطرف الآخر، وتُسلب الحقوق، يصبح الانفصال هو الحل السليم للحفاظ على الاحترام والمودة.

انفصال الحكومات أفضل بكثير من انفصال الشعوب، وخيرٌ للصومال أن تكون دولتين متجاورتين متحابتين بشعبٍ واحد، بدلًا من أن تكون دولة واحدة بشعبين متناحرين، يكرهون ويقسون على بعضهم البعض.

رغم وجود جذور أسرية تربط الشعبين – أبناء خال، وأبناء عم، وأبناء عمة وخالة – فلا تربطوا الشعوب بالحكومات. فالحكومات تموت وتتغير، لكن الشعب يبقى. والبقاء على الشعوب هو زاد الأوطان وقوتها.

ومن يتقدم خطوة للأمام لا يعود للخلف، و"أرض الصومال" الحبيبة تقدمت مليون خطوة للأمام. لست مع وحدة الصومال، ولست مع انفصال الصومال، لكنني مع بقاء الشعوب حرّة وسالمة. فإذا كانت الوحدة لا تراعي حقوق الأطراف، فعلى الشركاء فضّ الشراكة. وإذا تعالَى طرفٌ على الآخر، فمن حق الطرف الآخر حماية أرضه وشعبه واستعادة دولته. وهذه هي الخطوات التي تسير عليها "أرض الصومال" منذ انهيار الدولة الكبيرة، ودخول البلد في حروب أهلية يُقتل فيها أبناء الخال وأبناء العمة.

البقاء على الشعوب هو ثروة الأوطان. أن نكون دولتين متجاورتين، تتساندان وتتقاسمان الثروات كإخوة متحابين، خيرٌ من أن نكون دولة واحدة ذات شعوب متناحرة تقهر بعضها البعض. لن تقوم لمثل هذه الدولة قائمة.

نصيحه لوجه الله حافظوا على الوطن شمال وجنوب 

ولا تعطوا فرص المتسلقين والمستفيدين ان يزدو حدة التوثر اقفوا لهم بالمرصاد وعلموها ان الداخل ببن الاخوة خسران 

عاشت "أرض الصومال" حرّة أبيّة، وعاشت جمهورية الصومال حرّة أبيّة.

لا أحمل في قلبي كرهًا لأي طرف، بل أرى الجميع إخوة. فنحن صوماليون، لا ننكر الأصل حتى وإن كنّا منفصلين ويُقال عنّا "انفصاليين". نبقى صومال الأصل والفصل. لنا دولة اسمها جمهورية أرض الصومال، وعاصمتنا هرجيسا الحبيبة.

عيد وطني سعيد لارضي وبلادي

/

/

/

/

فردوس العلمي = مجرد قلم