بين خيار الذل والكرامة: الجنوبيون يختارون فك الارتباط أو الشهادة...


الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب


في الجنوب لا تُكتب المقالات بالحبر فقط، بل بالدم، بالجوع، بالصبر الذي طال.. هنا، نحن لسنا في تحليل سياسي تقليدي.
نحن أمام مسرحية درامية حقيقية تُعرض كل يوم على خشبة الجنوب الكبير، أبطالها شعب، وخصومها قوى تملك المال والسلاح والإعلام... لكنهم لا يملكون شيئاً اسمه "الحق".

الفصل الأول: ابتزاز مكشوف
المشهد: طاولة دولية خلف الأبواب المغلقة.

صوت دبلوماسي متموج:
يا جنوبيون... إن أردتم الكهرباء، والرواتب، وإنهاء الفوضى، فانزعوا علم دولتكم من رؤوسكم... انسوا الاستقلال!

رد صامت من قاعة الجنوب:
نموت جوعاً ولا نعيش عبيداً!

الصفقة كانت واضحة: الوطن مقابل فتات... ورفض الجنوب.

الفصل الثاني: أبطال الظل
المشهد: حي شعبي في العاصمة عدن، شمعة مشتعلة وطفل يقرأ على ضوءها

صوت أمه تقول:
يقولون إننا نعيش في فوضى لأننا نريد وطناً... فليعلموا أن أطفالنا يولدون أحراراً رغم الظلام.

في كل بيت جنوبي قصة مقاومة، في كل بيت شهيد، وفي كل شارع راية لا تسقط.

الفصل الثالث: مراكز القرار... والحسابات الباردة.

المشهد: اجتماع لدبلوماسيين من "الداعمين" للشرعية اليمنية.

قال أحدهم:
"جنوبيون اليوم يطالبون بدولتهم ... لا يساومون.

قال آخر بابتسامة ساخرة:
سنُنهكهم اقتصادياً... سيعودون صاغرين.

لكن الجنوب لا يُقهر بالفقر... بل يزداد عناداً.

الفصل الرابع: "سنصبر وسنصمد"
المشهد: تظاهرة حاشدة في المكلا،  وفي العاصمة عدن وفي شبوة وفي لحج والمهره..صوت آلاف يصدح في وجه العالم.

لا بديل عن الاستقلال!

دولة أو شهادة!

هنا انتهى المشهد.. أو بالأصح... بدأ الفصل الأخير.

الخاتمة: مسرحية شعب لم ينكسر هذه ليست عاطفة، بل واقع.
الجنوب يُخنق ويُجَوَّع ويُبتز باسم "الشرعية اليمنية"، فقط لأنه قال: أريد حقي أستعاد دولتي.. لكن من يعتقد أن الجنوب سيركع، لا يفهم كيف تُصنع الأمم.. الذل طُرح كخيار... فاختار الجنوب الكرامة.. عُرضت الحياة بثمن... فاختار الجنوب الشهادة.