إع'دام عدن
- نقف احتراماً لنسوان عدن، فمنذ عرفنا هذه المدينة وحرائرها في طليعة الثائرين.
- طالما صنعن حياة هذه المدينة، وشكلن حشمتها ووعيها وكرامتها.
- ليس من العدالة أن نبخس أبناء عدن نضالهم وتضحياتهم، ومن التفاهة أن نطعن في رجولتهم، وشجاعتهم.
- نعتقد أنهم يجرون خلفهم تضحياتهم، وتطاردهم خيبات المراحل التعيسة، ويقيدهم يأسهم وقهرهم.
- المعادلة صعبة.. فالحديد والنار جعلا العدنيين ينفخون في جبل الجليد، فالجميع يعيشون في المدينة، ووحدهم عيال عدن من يزورهم الجنود عند الفجر.
- أبناء عدن هم أكثر ضحايا المنعطفات التاريخية الخطيرة، والخاسر الأكبر من صراعات المراحل السابقة.
- قالوا : "برع يا استعمار"، ودخلوا عدن ثائرين، واستقر الجميع في المدينة، عدا أبنائها، فقد أُخرجوا منها إلى المقبرة أو الزنزانة أو الغربة.
- طردوا آخر جندي بريطاني، ولم ينتظروا طويلاً حتى صفت أحقادهم حساباتها مع العدنيين، واتهموهم بالرجعية، وجعلوهم من مخلفاتها، وحملوهم وزر 129 سنة.
- يقولون : "التاريخ يعيد نفسه، في المرة الأولى كمأساة، وفي الثانية كمهزلة".
- نعتقد أن المشهد الذي نعيشه اليوم قد مر على المدينة أكثر من مرة.
- تكاد تكون اليمن كلها اليوم في عدن، بين مناضل ونازح، وأكثرهم حاله مستور ويعيش في سلام، بينما المدينة وأهلها مازالوا طبقة عاملة وكادحة، يفترض بهم أن يموتوا ليعيش الآخرون.
- تركيبة عدن السكانية اليوم مزيج من كل بقعة وقرية وشطر، وقدر العدني أن يكون الحجر من أرضه، والدم من رأسه، وكرامته.
- كل فوانيس المدنية طافية، بينما نسوانها يحترقن في شوارعها شرفاً وكرامة.
- أكثر من ستين عاماً، اغتيلت فيها عدن أكثر من ألف ألف مرة، ومازال إعدام المدينة مستمراً.
- ياسر محمد الأعسم /عدن 2025/5/10