أول صرخة لبن بريك

عزيزي دولة رئيس الوزراء الأستاذ سالم بن بريك، نعلم جيدًا أنك أتيت من الميدان وتملك من الكفاءة ما يمكّنك من قيادة الوطن بأكمله من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، ونعلم أيضًا أنك وصلت إلى هذا المنصب تدرّجًا من مناصب سابقة شغلتها في أكثر من حكومة ورئاسة دولة.

لكن دعني أولًا أهنئك، بصفتي شابًا يمنيًا يعيش وسط ركام الحرب، بمناسبة تعيينك رئيسًا لمجلس الوزراء ومنحك صلاحيات مطلقة لقيادة دفة سفينة وطننا الجريح، والنجاة بما تبقى من طاقمها المغلوب على أمره.

أستاذ سالم، أعلم جيدًا أن الحمل كبير جدًا، والمرحلة صعبة للغاية، وأن الوطن يمرّ في الوقت الحالي بأخطر منعطف يمني عرفه التاريخ، لكن هذا لا يمنع أن تكون صاحب الفضل – بعد الله سبحانه وتعالى – في الحفاظ على هذا الوطن وإعادة الأمل لأنفس أهله البائسين الذين أصبحوا يهفون للماضي القديم ويستحضرونه.

أستاذ سالم، أنا على يقين تام أن صرختي لن تصلك في هذه الليلة، وربما خلال هذا الأسبوع بأكمله، فالتهاني ستنهال عليك من كل حدبٍ وصوب، واللقاءات والطبول المأجورة ستشغلك عنّا وتصم أذنيك، لكن حتمًا ستصل، ولو بعد حين.

هل تعلم ما هو فشل السابقين يا أستاذ سالم؟ بكل بساطة: تجاهلهم لأبسط مطالب الشعب، وعيشهم في ترف بعيد كل البعد عن الواقع البائس، الذي سيفرض عليك تغييره متى ما عشته ولمست المعاناة التي خلّفوها.

أستاذ سالم، أنا ماهر علي البرشاء، شابٌ يطمح بالشيء اليسير: كمرتبات تأتي نهاية كل شهر، ومياه تسري في أنابيب منازلنا، وكهرباء تخفف حرارة الصيف اللاهبة التي بدأت للتو منذ ما يقارب شهرًا، والأهم من هذا وذاك: ضبط انهيار العملة المرهق للغاية.

مطالبنا بسيطة جدًا، وبالإمكان تحقيقها يا بن بريك، وأحلامنا ليست وردية ولا مُكلّفة، لا نريد جسرًا ممتدًا من عدن إلى أبين، ولا نفقًا مكيّفًا 24 ساعة، ولا غازًا يسري في أنابيب إلى منازلنا، يكفي أن تكون معنا وتحقق أقصى أمنيات هذا الشعب.

11 عامًا من الحرب لم تكن سهلة على شعب فقير لا يجد ما يأكله أو يشربه، ولن تكون يومًا كذلك، لكننا نظن فيك خيرًا بعد الله تعالى، والأيام القادمة ستثبت إن كان ظننا في محله، أم أننا أخطأنا.

ماهر البرشاء
السبت 3 مايو.