لعبة تشارلي تشارلي: دعوة للتوعية والتحذير في مدارسنا

لعبة تشارلي تشارلي: دعوة للتوعية والتحذير في مدارسنا

كتب /محمد العياشي alayashi2017@


تعتبر المدارس البيئة الأساسية التي يحقق فيها الأطفال جزءًا كبيرًا من نموهم الفكري والنفسي. ولذلك، فإن أي ظاهرة غريبة يمكن أن تطرأ في هذه المحاضن التعليمية يتوجب علينا التوقف عندها بالنقد والتحليل. ومن الظواهر الغريبة التي بدأت تشق طريقها إلى بعض الفصول الدراسية هي لعبة "تشارلي تشارلي"، التي استوقفتني أثناء تدريسي لإحدى الحصص لطلاب الصف السادس الابتدائي.

بينما كنت أتجول في الفصل، لفت انتباهي تصرفات غريبة تشير إلى حالة من الضحك تارة والخوف الشديد تارة أخرى من قبل مجموعة من الطلاب في نهاية الفصل. وعند اقترابي منهم، همس أحد الطلاب بأن المجموعة هناك مُحاطة بجن! بدأت بالتحقيق لأجد أن طلابًا آخرين يؤكدون ذلك. انتقلت بالطلاب المشاركين إلى المقعد الأمامي لأراقب الأمر عن كثب، وبتزامن مثير دخل مدير المدرسة ليساعدني في تجهيز الأذهان لفهم حقيقة الأمر.

تبين من حديث مدير المدرسة عندما سأل أحد الطلاب من أين أتت اللعبة قال: "رأيتها في النت". وتم إحالة الطالبين إلى مكتب المدير حينها. تعتمد هذه اللعبة على رسم شبكة من أربعة مربعات تتضمن كلمتي "نعم" و"لا"، بحيث يتوازن قلم رصاص مثبت بشكل متقاطع أعلاها، ويقوم اللاعبون بالنداء: "تشارلي، تشارلي، هل أنت هنا؟" أو "تشارلي، تشارلي، هل يمكننا أن نلعب؟". والتحركات التي قد تحدث للقلم تأتي نتيجة الهواء أو النَفَس الذي يخرجه اللاعبون دون أن يكون الأمر واضحًا للآخرين.

ما يقلق حقًا هو تأثير مثل هذه الألعاب على عقول الأطفال خاصة وهم في مراحل تكوينهم النفسي والذهني والإيماني. من المزعج أن نعلم أن هذه اللعبة تُشكل في بعض المجتمعات مدخلًا إلى الشرك والإلحاد؛ حيث تستعين هذه اللعبة بالجن وتحاول التنبؤ بأمور الغيب، وهو أمر مخالف لتعاليم ديننا الحنيف.

هذه الظاهرة تسلط الضوء على مشكلة قد تكون أعمق وهي سوء استخدام الأطفال للهواتف الذكية وغياب الرقابة والإرشاد من قِبَل الكبار. من المهم أن نكون نحن كمعلمين وأهالي على دراية تامة بمخاطر هذه الألعاب الغريبة والتأكد من مراقبة أنشطة الأطفال على الإنترنت وتوجيههم نحو المحتوى الآمن والمفيد.

أدعو كل الزملاء في الحقل التعليمي وأولياء الأمور إلى بذل الجهد لمحاربة انتشار هذه اللعبة وغيرها من الألعاب الضارة بين أطفالنا. يجب أن نكون درعًا واقيًا يحمي عقول أبنائنا من كل ما يمكن أن يدمرهم نفسيًا أو عقائديًا، خاصة وأن بعض الأطفال قد يصل بهم الأمر إلى ممارسة هذه اللعبة في أماكن غير مناسبة مثل أمام الحمامات أو باستخدام الدم، وهو ما يزيد اللعبة خطورة ورعبًا.

في هذا الوقت الحرج من حياة الأطفال، يكون واجبًا علينا كأمة واحدة أن ننشر الوعي حول مخاطر هذه الألعاب ونعمل على إبقاء بيئة التعليم نقية وآمنة باعتبارها الملاذ الآمن للنمو السليم لعقول أبنائنا.