صرخة من قلب كريتر: أنقذوا بوابة المجلس التشريعي من عبث الإهمال

منبر الأخبار:خاص
بقلم: علي محمد سيقلي/ في قلب العاصمة "عدن"، وتحديداً في منطقة كريتر، تقف بوابة المجلس التشريعي كشاهد حي على تاريخ المدينة السياسي وتراثها العريق. هذه البوابة الخشبية ذات الطابع المعماري المميز، كانت يوماً رمزاً للكرامة والسيادة، لكنها اليوم تقف مهملة، محاصَرة بالإهمال، تعاني من التشويه البصري ومن عبث لا يليق بتاريخها ولا بموقعها.
في مشهد مؤلم، عبّر عدد من السواح القادمين من الجزائر الشقيقة عن حزنهم واستيائهم مما رأوه، حينما صعدوا لزيارة هذا المعلم التاريخي ووجدوه محاطاً بالردم والنفايات وبقايا أخشاب مكسّرة، فيما غُطي جزء من البناء بقطعة قماش ممزقة تُزيده قبحاً على قبح. والأسوأ من ذلك، أنهم وجدوا مجموعات من متعاطي نبتة القات منتشرين بجوار البوابة، وكأن المكان بات مرتعاً للفوضى، لا معلماً من معالم الدولة المدنية.
إن ما رأوه وما رأيناه معهم لا يُعد تشويهاً بصرياً فحسب، بل هو طمسٌ متعمد أو غير مبالٍ لذاكرة عدن السياسية. فالمجلس التشريعي ليس مبنىً عادياً، بل هو مؤسسة ضاربة في عمق الذاكرة الوطنية الجنوبية، وكان من المفترض أن يُصان ويُرمَّم ويُقدَّم للزائرين والباحثين باعتباره أحد أهم رموز المدينة.
نحن هنا لا نناشد فقط، بل نُحمّل الجهات المعنية، وزارة الثقافة، الهيئة العامة للآثار، السلطة المحلية في عدن، مسؤولية هذا الإهمال، ونطالب بتحرك فوري لترميم البوابة، تنظيف محيطها، وتوفير حراسة دائمة لحمايتها من الاستخدامات العشوائية والمسيئة.
عدن لا تحتمل مزيداً من التجاهل، ومعالمها ليست ملكاً للزمن، بل إرث يجب أن نحمله بأمانة. فما لم نحترم تاريخنا، لن نحظى بمستقبل يستحق الاحترام.