الرياض ـ طهران تسوية اليمن ام تمهيد لتفاهم سعودي ـ ايراني ـامريكي

تمثل زيارة وزير الدفاع السعودي الامير خالد بن سلمان الى ايران تطورا لافتا في العلاقات الاقليمية وتفتح بابا واسعا امام سيناريوهات جديدة في ملف الحرب اليمنية التي دخلت عامها العاشر ، هذه الزيارة تاتي في لحظة سياسية حرجة حيث تشهد المنطقة قلق وتحركات دبلوماسية نشطة وتبدو الحاجة اكثر الحاحا لوقف نزيف الصراع في اليمن كذا اثرها تاثيرها على دول التحالف العربي .

الزيارة تحمل في طياتها دلالات سياسية وامنية عميقة فهي تعكس مسارا جديدا في العلاقات السعودية الإيرانية علاقات انتقلت من المواجهة إلى التهدئة وقد يشكل تمهيدا لتفاهمات اوسع بشان الملف اليمني ، فالسعودية تدرك ان الوصول إلى تسوية شاملة في اليمن لا يمكن أن يتحقق دون حوار مباشر او غير مباشر مع طهران بالنظر إلى نفوذها الواضح على جماعة الحوثي.

من هنا فان وصول الامير خالد بن سلمان إلى طهران يشير الى ان هناك مقاربة جديدة يتم بناؤها لا تستند فقط الى لغة السلاح بل إلى ترتيبات سياسية اكثر عمقا وشمولية وربما تحمل الزيارة رسائل واضحة من الرياض بشان ضرورة ادماج جميع الاطراف اليمنية في اي عملية سلام قادمة، بعيدا عن الاقصاء او الاحتكار.

من المتوقع ان تثمر هذه الزيارة في فتح قنوات تنسيق امني وسياسي قد تؤدي إلى تفاهمات ملموسة لوقف إطلاق النار والتمهيد لمفاوضات يمنية – يمنية ترعاها الأمم المتحدة او قوى إقليمية فاعلة ، كما قد تساهم في الحد من التصعيد العسكري في البحر الأحمر الذي بات يهدد الملاحة الدولية ويزيد من تعقيد الأزمة.

بالختام اعتقد ان هذه الزيارة لا يمكن فصلها عن تطورات اقليمية اوسع لكنها تقرا بوضوح كاشارة ايجابية نحو انهاء الحرب في اليمن وفتح صفحة جديدة تستند إلى الحوار والتسوية لا إلى البندقية والمدفع ، وهو مايمله المواطن اليمني الذي ارهقته الحرب واستغلها تجار الحرب والبيزنس السياسي ..