صـمت الـدولة أمـام صرخـات الـعلم "الأكاديميون والمعلمون بين الإهـمال والخـذلان".
فـي وقـتٍ تتعالى فيه أصوات المعاناة من مختلف شرائح المجتمع؛ تبقى فئة الأكاديميين والمعلمين في اليمن، وتحديدًا في عدن، من أكثر الفئات تهميشًا، رغم أنهم حجر الأساس في بناء الأوطان وصناعة الأمل.
هـؤلاء الذين أفنوا أعمارهم في ساحات العلم وميادين التربية؛ لم يجدوا من الدولة سوى الصمت القاتل، والتجاهل المزمن.
مـنذ سنوات، والمعلمون يطالبون بحقوق مشروعة، ليس من باب الترف أو الطمع، بل للعيش بكرامة وتوفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة.
الرواتـب الهزيـلة، وغياب التأمينات، وانعدام الحوافز، وسوء بيئة العمل؛ كلها عوامل تسببت في هجرة العقول، وتدهور العملية التعليمية إلى حد غير مسبوق.
الأكاديـميون في الجامعات يواجهون المصير نفسه؛ فبدلاً من أن يُحتفى بهم كقادة فكر وبناة أجيال، يجدون أنفسهم مضطرين للعمل في وظائف أخرى لسد جزء من متطلباتهم أو البحث عن فرص خارج البلاد، في ظل غياب أي رؤية حكومية حقيقية لإنقاذ هذا القطاع الحيوي المهم.
إن الصـمت المريـب للدولة تجاه هذه المطالب، لا يمكن تفسيره إلا كدليل على غياب الإرادة السياسية أو الاستهتار بأهم قطاع في المجتمع.
"فحـين تنهار التربية والتعليم، لا يبقى للأوطان مستقبل يُرتجى" .
عـليه؛ ندعـو عبر هذا المنبر، كل الجهات المختصة، إلى تحمل مسؤولياتها التاريخية، والوقوف مع هذه الفئة العظيمة من أبناء الوطن، قبل أن نفقد ما تبقى من روح التعليم في هذا البلد الجريح.
أ. مشارك د. هـاني بن محمد القاسمي
مستشار رئيس جامعة عدن للشؤون الأكاديمية
عـدن: 15. أبريل . 2025م