التعليم يُذبح بصمت... من المستفيد؟

قلناها مراراً وتكراراً، ونعيدها اليوم بصوت أعلى: هناك تدمير ممنهج للتعليم في اليمن، شمالاً وجنوباً، ولا يمكن لعاقل أن يُنكر ما يحدث من انهيار متعمد ومتسارع لكل ما له علاقة بالعلم والمعرفة والمعلمين والطلاب.

ما يحدث ليس مجرد إهمال، بل هو سياسة متعمدة تهدف إلى إنتاج جيلٍ جاهل، لا يملك أدوات التفكير ولا الوعي، جيل يُقاد ولا يقود، يُستَغل ولا يُطالب بحقوقه.
التعليم يُسحق، والمعلم يُهان، والطالب يُترك يواجه مصيره في مدارس متهالكة ومناهج مفرغة، ورواتب مقطوعة، وبيئة تعليمية لا تليق حتى بالحيوانات، فكيف بالبشر؟

وهنا السؤال الذي يجب أن نصرخ به جميعاً:

من الذي يريد تدمير التعليم في اليمن؟ ولماذا؟

الإجابة واضحة لكل من يفكر: من لا يريد شعباً واعياً، لا يريد جيلاً يطالب بحقه، لا يريد شعباً ينهض ولا يثور على الظلم والفساد والاستبداد.

القيادات السياسية للأسف شريكة في هذه الجريمة، سواء بشكل مباشر أو بصمتها وتغاضيها، أو بتحويل التعليم إلى ورقة ابتزاز سياسي، وكأن مستقبل أمة بأكملها مجرد رقم في حساباتهم.

التعليم ليس مجرد كتب وسبورات... التعليم هو الركيزة الأساسية لبناء أي وطن، وهو خط الدفاع الأول ضد الجهل والتطرف والفقر والاحتلال والاستعباد.

تدمير التعليم اليوم... هو تدمير لليمن غداً.

فلنقف جميعاً، معلمين، طلاب، أولياء أمور، ناشطين، سياسيين، مواطنين... ولنصرخ في وجه هذا العبث: التعليم خط أحمر.

لا لوأد العقول، لا لقتل المستقبل، لا لتحويل اليمن إلى مزرعة للجهل والاستعباد.

التعليم قضية وطن... فلنحمه.

جلال باشافعي | صوت الشعب الجنوبي