"مـن سيكون صاحـب القـرار الشجاع لإنـصاف العـلم والتعـليم وحـاملي مـشاعله؟
في زمـن تتعالى فيه الأصوات المطالبة بالإصلاح والتغيير، يظل سؤال واحد يتردد في أذهان الكثيرين: من سيكون صاحب القرار الشجاع القادر على إنصاف العلم والتعليم، ومن يحملون مشاعل المعرفة في هذا الوطن؟
لسنواتٍ طـويلة؛ ظلّ المعلمون والأكاديميون والعلماء وقودًا لمسيرة التنمية والتقدم، ورغم كل التحديات التي واجهوها، لم يتوقفوا عن العطاء، لكن الحقيقة المُرّة أن مكانتهم لم تنل بعد ما تستحقه من تقدير حقيقي وفعلي، لا على مستوى السياسات، ولا في الموازنات، ولا حتى في نظرة المجتمع أحيانًا.
فالقـرار الذي ننتظره؛ ليس قرارًا عاديًا، بل هو قرار استراتيجي، يتطلب شجاعة سياسية وأخلاقية، شجاعة للاعتراف بأن أي أمة لا يمكن أن تنهض بدون تعليم حقيقي، ولا تعليم حقيقي دون إنصاف لمن يقفون على جبهته الأمامية.
لهـذا؛ نحتاج لمن يُعيد الاعتبار لقيمة العلم، ويمنح التعليم الأولوية في التخطيط والتمويل والرؤية المستقبلية.
إنها دعـوة؛ لمن بيده القرار اليوم: كن أنت من يصنع الفارق، كن أنت من يُسجّل التاريخ إسمه كمن أعاد الكرامة إلى المعلّم، والنهوض إلى التعليم، والاحترام إلى المعرفة.
فهـل سنرى قريبًا ذلك القرار الجريء؟ وهل سنشهد زمنًا يُنصف فيه العلم ومن يحمله؟
نحـن ننتظر... والعـلم لا ينتظر كثيرًا.
أ. مشارك د. هـاني بن محمد القاسمي
مستشار رئيس جامعة عدن للشؤون الأكاديمية
عـدن: 13. أبريل .2025م