إرتفاع الأسعار وتدهور الخدمات في شهر رمضان عادة أم انتقام

مع قدوم شهر رمضان المبارك من كل عام ترتفع الأسعار بصورة جنونية خصوصا اسعار المواد الغذائية إلى جانب تدهور الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه ومما زاد الوضع سواء هذا العام هبوط سعر العملة المحلية أمام الريال السعودي والدولار الأمريكي وتأخير صرف الرواتب للموظفين وتجاهل تام من قبل الجهات المختصة سوأ من قبل مجلس القيادة الرئاسي بجميع اعضاءه الثمانية او من قبل حكومة احمد عوض بن مبارك وكأن الوضع لا يعنيهم في ضل تصاعد المظاهرات والإحتجاحات المنددة بهبوط سعر الريال اليمني وإرتفاع اسعار السلع والخدمات بصورة غير مسبوقة،

وكما هو معروف فإن جميع الأسر تستعد منذ وقت مبكر من أجل توفير وتلبية جميع الإحتياجات الغذائية المتعلقة بهذا الشهر الفضيل ومثل العادة سنويا تتجدد المعاناة من الإرتفاع الفاحش للأسعار في الأسواق مما يجبر الكثير من الأسر خصوصا ذوي الدخل المحدود والذين هم تحت خط الفقر على عدم شراء كافة المتطلبات ويكتفون فقط بشراء المواد الغذائية الضرورية المعتادة طوال العام وخلال هذه الأيام من سنة 1446 -2025 ارتفعت الأسعار إلى مستويات جنونية وغير مسبوقة حتى أصبح الكثير من تجار الجملة والتجزئة في الأسواق المحلية يبيعون السلع الإستهلاكية بالريال السعودي او الدولار الأمريكي دون أدنى احساس او شعور بالحالة الصعبة لدى العديد من الشرائح الإجتماعية في ضل عجز وصمت حكومي غير مفهوم وفشل ذريع في إدارة الملف الإقتصادي للبلد منذ سنوات طويلة ؛

المعاناة لم تتوقف فقط عند تدني سعر العملةالمحلية أمام العملات الصعبة وإرتفاع الأسعار ولكن تعدى ذلك إلى تأخير صرف الرواتب الزهيدة اصلا أضف إلى ذلك الإنقطاعات المتكررة للكهرباء التي تعد بالنسبة للمناطق الساحلية من الخدمات الأساسية الضرورية للمواطنين هناك ؛

خصوصا وان الصيف على الأبواب وتزداد حاجة الناس بشدة إلى الكهرباء وبوتيرة أكثر وذلك بسبب حرارة الطقس المرتفعة التي لا تطاق والسؤال: هل أصبحت ظاهرة إرتفاع الأسعار في رمضان من كل عام عبارة عن عادات وتقاليد تجارية ام ان المسئلة مسئلة إستغلال للازمات، وانتقام ممنهج ضد المواطنين من قبل التجار بسبب الركود الإقتصادي طوال العام .!

المفترض على هؤلاء التجار ان يتقوا الله في رمضان أكثر من غيره من الشهور الأخرى كونه شهر الرحمة والجود والإحسان إلى الناس وليس العكس خصوصا وان الكثير من السلع الإستهلاكية مخزنة في المستودعات التجارية وتم استيرداها في اوقات سابقة وبأسعار قديمة وليس بأسعار اليوم قال صل الله عليه وسلم: "ان التجار يبعثون يوم القيامة فجارا، إلا من اتقى الله وبرا وصدق" ؛

نتمنى من الحكومة والجهات المختصة معالجة هذه المشاكل التي تمس حياة المواطنين بصورة مباشرة قبل حلول شهر رمضان المبارك الذي لايفصلنا عنه إلا ساعات قليلة حيث وان رمضان شهر العبادة والصيام والسكينة والرحمة والتكافل وتلمس احتياجات المواطنين واعانتهم والإحسان اليهم، وذلك من خلال إيجاد الحلول الإقتصادية المناسبة والتخفيف عن معاناتهم والعمل الجاد على تفعيل الرقابة الميدانية و ضبط الأسعار وتوفير الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والصحة والتعليم كأقل واجب على الحكومة تجاه مواطنيها المغلوبين على أمرهم خصوصا وان الوضع لا يحتمل وهناك من يتصيد في الماء العكر ولا يريد الأمن والأمان والإستقرار للبلد اتمنى مرة أخرى ان تكون الرسالة قد وصلت للجهات المختصة وشهر مبارك وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ؛