أبو زرعه المحرمي: لحظة الحسم.. هل ستكون البطل الذي ننتظره أم حلقة أخرى في سلسلة الخذلان؟"
أيها القائد، أيها المسؤول، أيها الحامل لأمانة الشعب،
كلماتنا اليوم ليست مجرد حروف تُكتب أو أصوات تُطلق، بل هي صرخة ألم، نداء استغاثة، وصوت شعب أنهكته المعاناة، وأتعبه الانتظار. لقد حملنا الأمل في قلوبنا، ورفعنا الرؤوس نحو السماء، وقلنا: ربما يأتي يوم نرى فيه العدل يشرق، والفساد يغرب، والكرامة تعود إلى مواطنٍ لم يعد يطيق المزيد من الإهانات.
أبو زرعه المحرمي، أنت اليوم في موقع القرار، موقع المسؤولية، موقع التاريخ. أنت تعلم جيدًا أن الشعب اليمني، وخاصة أبناء الجنوب، قد تحملوا ما لا يُحتمل. لقد عانوا من ويلات الحرب، وجراح التقسيم، ومرارة الفقر، وظلم الفاسدين الذين استغلوا الوطن لخدمة مصالحهم الشخصية. لقد صبروا طويلًا، وانتظروا طويلًا، وعلقوا آمالهم على قيادةٍ تُعيد لهم كرامتهم، وتُحقق لهم طموحاتهم في وطنٍ حرٍ وعادل.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم: هل ستكون أنت ذلك القائد الذي ينتظره الشعب؟ هل ستكون القوة التي تُحطم قيود الفساد، وتُعيد الحقوق إلى أصحابها؟ أم ستكون مجرد حلقة أخرى في سلسلة الخذلان التي عانى منها هذا الشعب طويلًا؟
الشعب لم يعد يطيق المزيد من الوعود الكاذبة، والخطابات الرنانة التي لا تُترجم إلى أفعال. الشعب يريد أن يرى الفساد يُحاسب، والمظلومين يُنصفون، والحقوق تُرد. الشعب يريد أن يرى قائدًا لا يخشى المواجهة، ولا يتردد في اتخاذ القرارات الصعبة من أجل مصلحة الوطن.
لقد حان وقت الحسم، وقت القرارات الجريئة، وقت المواجهة مع كل من استغل الوطن وسرق حقوق الشعب. لا مجال بعد اليوم للمجاملات أو المماطلة. الوطن ينزف، والشعب يتألم، والفساد يزداد جرأة. إن لم تتحرك اليوم، فمتى؟ وإن لم تكن أنت، فمن؟
تذكر أن التاريخ لا يرحم، وأن الشعوب لا تنسى. المناصب زائلة، ولكن الأثر يبقى. إما أن تكتب اسمك في سجل العظماء الذين ضحوا من أجل شعوبهم، أو تتحول إلى مجرد ذكرى سيئة في ذاكرة شعبٍ عانى كثيرًا.
الشعب يراقب، والتاريخ يسجل، والفرصة لن تتكرر. فهل ستكون عند مستوى المسؤولية؟ هل ستكون القائد الذي ينتظره الشعب؟ أم ستكون مجرد رقمٍ آخر في قائمة الخذلان؟
الوقت يداهمنا، والقرار بين يديك. فاختر بحكمة، لأن مستقبل شعبٍ بأكمله يعتمد على ما ستقرره في هذه اللحظة الفاصلة.
والله من وراء القصد.