رمضان على الأبواب.. واليمن بين وباء الكوليرا وجوع الملايين!

في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتدهورة التي يعيشها اليمن منذ سنوات، تتصاعد الأزمات الإنسانية بشكل غير مسبوق، مما يضع ملايين اليمنيين على حافة الهاوية. وفقاً لأحدث تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية (WHO) يوم الخميس الماضي، أصبح اليمن ثالث أكبر دولة في العالم من حيث تفشي وباء الكوليرا، وهو ما يزيد من معاناة شعب يعاني بالفعل من ويلات الحرب والفقر.

وأشار التقرير إلى أن تفشي الكوليرا يأتي في وقت تعاني فيه البلاد من انهيار شبه كامل في النظام الصحي، مما يجعل مواجهة الوباء مهمة شبه مستحيلة. وتفاقم الأزمة الصحية بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، فضلاً عن تدهور البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، مما يزيد من انتشار الأمراض المعدية.

وفي سياق متصل، حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) من أن أكثر من 17 مليون يمني، أي ما يقارب نصف السكان، سيواجهون انعدام الأمن الغذائي خلال شهر فبراير الحالي. وأرجعت المنظمة هذه الأزمة إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل جنوني، مما يجعل الحصول على الطعام اليومي مهمة شاقة للغاية بالنسبة للأسر اليمنية.

رمضان على الأبواب وصمت الحكومة يزيد الأزمة تعقيداً

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تزداد المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، حيث يعيش المواطنون على هامش الحياة، يعتمدون على رواتب هزيلة لا تكفي لسد أبسط الاحتياجات الأساسية. ومع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود، أصبحت العديد من الأسر غير قادرة على توفير وجبة واحدة في اليوم، ناهيك عن الاستعداد لشهر الصيام.

وفي ظل هذه الأوضاع المأساوية، يبدو أن الحكومة والوزراء المعنيين، الذين يفوق عددهم أحياناً عدد طلاب الفصل الواحد، غير قادرين على التحرك الفعال لمواجهة هذه الأزمات المتلاحقة. فبينما يعاني المواطنون من الجوع والفقر، يبدو أن أصواتهم لا تصل إلى صناع القرار، الذين يبدو أنهم يعيشون في عالم آخر، بعيداً عن معاناة الشعب.

صرخات الطلاب المبتعثين أزمة أخرى تضاف إلى سلسلة المعاناة

ولا تقتصر الأزمة على الداخل اليمني فقط، بل تمتد إلى الطلاب اليمنيين المبتعثين في الخارج، الذين يعانون من تأخر صرف مستحقاتهم المالية منذ عام 2023. فبينما يعيش طلاب الدول الأخرى في استقرار، يعاني الطلاب اليمنيون من القلق والتعب بسبب عدم قدرتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية في بلاد الابتعاث. 

رسالة إلى الطلاب المبتعثين: نعلم جيداً معاناتكم، ونؤكد أن صوتكم يصل إلينا، ولكن الحاجز بين المواطن وصناع القرار كبير جداً. فحتى أصواتكم، مثل أصوات المواطنين في الداخل، تواجه صعوبة في الوصول إلى المسؤولين الذين يبدو أنهم يعيشون في عزلة تامة عن واقع الشعب.

نداء إلى الحكومة والمسؤولين تحركوا قبل فوات الأوان

في ظل هذه الأوضاع الكارثية، نوجه نداءً عاجلاً إلى الحكومة والوزراء والمسؤولين المعنيين للتحرك الفوري لمواجهة هذه الأزمات الإنسانية التي تهدد حياة ملايين اليمنيين. فمع اقتراب شهر رمضان، يجب أن تكون هناك خطوات عملية لتوفير الغذاء والدواء للمواطنين، وإيجاد حلول عاجلة لأزمة الطلاب المبتعثين.

فالشعب اليمني، الذي يعيش الفقر بصمت وعفة وشرف، يستحق أن يعيش بكرامة، وأن يحصل على أبسط حقوقه الإنسانية. ولا ينبغي أن تظل أصوات المواطنين عالقة خلف جدار من الإهمال والبيروقراطية. فولي الأمر، الذي يبدو أعمى عن معاناة شعبه، يجب أن يفتح عينيه على الواقع المؤلم الذي يعيشه اليمنيون، وأن يتجاوب مع أصواتهم بدلاً من الاكتفاء بالاستماع إلى حاشيته.

اليمن اليوم على حافة الهاوية، والأزمات الإنسانية تتفاقم يومياً. ومع اقتراب شهر رمضان، تزداد الحاجة إلى تحرك عاجل من قبل مجلس القيادة والحكومة لتوفير الغذاء والدواء، وإنقاذ ملايين اليمنيين من براثن الجوع والمرض. فالشعب اليمني، الذي تحمل سنوات من الحرب والمعاناة، يستحق أن يعيش بكرامة، وأن يرى بصيص أمل في نهاية النفق المظلم الذي يعيش فيه.