لماذا ترك رشاد العليمي أمور الدولة ويبحث عن رئاسة المؤتمر؟
غريب أمر هذا الحزب له كيمياء خاصة تجعل رئاسته أهم من رئاسة الدولة، كان هادي فك الله أسره وهو رئيس الدولة يجاهد كي يقع رئيسا للمؤتمر وكان حينها رشاد العليمي يطمح لأن يكون أمينا عاما، وهاهو اليوم يكلف عثمان مجلي بالذهاب إلى الأردن والقاهرة ومسقط كي يأخذ له البيعة من بعض المؤتمريين لكي ينصب نفسه رئيسا للمؤتمر ومجلي أمينا عاما، رئاسة المؤتمر وأمانته العامة أهم من رئاسة مجلس القيادة الرئاسي بالنسبة لرشاد ومجلي .
والأدهى من كل ما سبق أن رشاد يرشح عمر الحيقي لحقيبة النفط باسم المؤتمر، بالرغم من أن الرجل لا علاقة له بالمؤتمر وليس عضوا قياديا فيه حتى على مستوى اللجنة الدائمة المحلية وليس المركزية، فقط لأن المذكور صديق لأولاده ووجوده على رأس وزارة النفط من حصة المؤتمر سيسهل لهم الاستحواذ على قطاعات النفط وسيحسم السباق بين رشاد وبن مبارك على القطاع S2 .
مالذي قدمه العليمي منذو ما يزيد على العامين وهو على رأس مجلس القيادة الرئاسي حتى يفكر برئاسة المؤتمر الشعبي العام، فكل من حوله يجمعون على أنه شخصية ضعيفة وكل الذين قابلوا العليمي بعد أن عينته السعودية رئيسا لمجلس القيادة يؤكدون أنهم لم يجدوا سمة واحدة تدل على أنه سياسي قوي والجميع أعربوا عن خيبة أملهم من أدائه وأجمعوا على أنه ليس رجل الدولة ذلك الذي يفرض نفسه ووجوده .
يتهمونه بالتخاذل وبأنه شخص يسهل التغلب عليه، بل والدوس على قراراته وبات أنصاره القلائل يخشون من ربط أسمائهم به خشية أن يدفعوا ثمن ضعفه، ومن هؤلاء رئيس البرلمان سلطان البركاني الذي رفض القبول بمنصب الأمين العام مقابل أن يكون العليمي رئيسا للحزب، فلجأ العليمي لعثمان مجلي الذي ليس له من الحزب سوى اسمه، اعتقادا منهما أنهما يستطيعان تعيين أنفسهما على رئاسة حزب قوام قواعده تتجاوز ٤ مليون عضو .
ولست بحاجة إلى التأكيد بأن من أخفق في قيادة الشرعية سيقبل به أعضاء المؤتمر، ومن عجز عن إقالة رئيس حكومة مثقل بالفساد يمكن له أن يتربع على رئاسة حزب يجاهد مع بقية الشرفاء من الأحزاب والمكونات السياسية الأخرى لتطهير البلاد من الفاسدين .
فبدلا من التفرغ لدعم الاقتصاد المتعثر وإصلاح المؤسسة العسكرية والأمنية وإعادة التحالف العربي إلى الأهداف التي جاء لأجلها، إذا بالعليمي يترك كل ذلك هو وعثمان مجلي ويتفرغون للبحث عن زعامة داخل حزب المؤتمر، لأنهم ليسوا مقتنعين بدورهم داخل مجلس القيادة الرئاسي ولم يستوعبوا بعد أنهم على رأس السلطة التنفيذية .
خلاصة القول، من لم ينجح وهو في أعلى سلطة داخل البلاد فلن ينجح في إدارة الحزب، ولهذا نصيحتي للعليمي ومجلي ابعدوا عن المؤتمر وتفرغوا لدوركم في مجلس القيادة إن كنتم أسياد أنفسكم فأمامكم الكثير لفعله، واتركوا المؤتمر وشأنه، فمازال هناك من القيادات المؤتمرية تسبقكم في المراكز القيادية وفي الاستقلال في القرار ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه .