ناشط حقوقي يكتب: تحت مظلة أمريكا.. كيف سيطر "التكتل الوطني" على السياسة الجنوبية بتوجيه الخارجية الأمريكية؟..

الناشط حقوقي أسعد أبو الخطاب

في خضم الأحداث السياسية المتسارعة التي تعيشها المحافظات الجنوبية، برزت في الآونة الأخيرة تحركات غير عادية لـ"التكتل الوطني" الذي أصبح، وفقًا لبعض المتابعين، يمارس نفوذًا متزايدًا داخل الساحة السياسية الجنوبية. 
ما يثير التساؤلات هو أن هذا التكتل يتحرك، على ما يبدو، بتوجيهات وإشراف من قبل الخارجية الأمريكية، مما يدفع العديد للتساؤل حول حقيقة الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في تشكيل مستقبل الجنوب، ومدى تأثير هذا التكتل على الإرادة الجنوبية.

التدخل الخارجي وأهدافه المخفية:
إن توجيه "التكتل الوطني" وتقديمه كواجهة سياسية للساحة الجنوبية يثير العديد من الشكوك حول الأهداف الحقيقية وراء هذا التكتل، وما إذا كان يخدم تطلعات أبناء الجنوب أو يسعى لتحقيق مصالح خارجية.
تحت مظلة دعم الاستقرار، تُبدي الخارجية الأمريكية اهتمامًا ملحوظًا بتوجيه هذا التكتل، لكن هل هي فعلاً تهدف لاستقرار الجنوب، أم أن هناك مصالح أعمق قد تسعى لتحقيقها؟ 

كثير من الجنوبيين يشعرون أن هذه التحركات تأتي لإعادة فرض نفوذ خارجي على الجنوب، تحت عناوين براقة مثل "التنمية" و"الحوار"، في حين أن الهدف الحقيقي قد يكون التحكم بمسار القرار السياسي.

التكتل الوطني.. مشروع للسيطرة أم شريك استراتيجي؟

برز "التكتل الوطني" كقوة سياسية جديدة، مدعومة علنًا من قوى دولية، في مقدمتها الولايات المتحدة، التي تروج له كحل سياسي لسد فراغ السلطة في الجنوب. 
إلا أن المراقبين المحليين يرون في هذه الخطوة محاولة لفرض وصاية جديدة على الجنوب وتجاهل تطلعات شعبه في تقرير مصيره بحرية.
ففي حين يُدعى هذا التكتل إلى تمثيل أبناء الجنوب، إلا أن كثيرًا من قياداته يدينون بالولاء لأجندات خارجية، الأمر الذي يثير مخاوف حول مدى صدق هذا التكتل في تمثيل مصالح الشعب الجنوبي، وليس مصالح القوى التي تدعمه.

التدخل الأمريكي.. بين دعم "الاستقرار" وإحياء الصراعات:
الخارجية الأمريكية تنشط في دعم "التكتل الوطني" تحت شعار تعزيز الاستقرار. 
لكن، وعلى أرض الواقع، يبدو أن التدخل الأمريكي يسهم في إحداث انقسامات داخل الجنوب بدلاً من توحيد الصفوف.
التدخلات التي تُقدم على أنها مبادرات لحل الأزمات قد تكون، في الواقع، وسيلة لإبقاء الجنوب في حالة من الفوضى المدروسة، بحيث تظل الأمور في الجنوب تحت سيطرة قوى دولية، وتصبح السياسة الجنوبية رهينة توجيهات خارجية لا تضع تطلعات الشعب الجنوبي في صدارة اهتماماتها.

الشعب الجنوبي بين مطرقة التكتل وسندان الإرادة الوطنية:
الشعب الجنوبي الذي لطالما ناضل من أجل حقوقه واستقلاله يرى في "التكتل الوطني" خطرًا قد يسلبه قراره المستقل. فالشعب الجنوبي يعي جيدًا أن الجهات التي تأتي بدعوى الاستقرار والتنمية قد تحمل في طياتها أهدافًا أخرى، كتحقيق مصالح استراتيجية في المنطقة أو تأمين مواردها، بعيدًا عن تحقيق تطلعات الشعب الجنوبي. 
ورغم محاولات "التكتل الوطني" الظهور كقوة تحررية أو كممثل للجنوبيين، إلا أن ارتباطه بتوجيهات خارجية يضعف مصداقيته أمام الجنوبيين الذين يرون فيه أداة تخدم مصالح قوى لا تفكر إلا بمصالحها الذاتية.

ماذا بعد؟.. بين الرفض الشعبي واستمرار التدخلات:
أمام هذا المشهد، يبقى السؤال: كيف سيكون رد فعل الشعب الجنوبي تجاه هذه التحركات؟ 

وماذا عن مستقبل "التكتل الوطني" في حال واصل اتباع التوجيهات الخارجية على حساب الإرادة الشعبية؟ 

الشعب الجنوبي الذي قدم تضحيات جسيمة لتحقيق حلمه بالاستقلال لن يقبل بأن يُفرض عليه وصاية من جديد، مهما كانت الواجهات أو الشعارات التي تُستخدم.

ختامًا، نقولها بصوت كل جنوبي حر: 
إن إرادة أبناء الجنوب لا يمكن شراؤها أو توجيهها بأجندات خارجية، ولن يقبلوا أن يكون الجنوب مجرد أداة في مخططات دولية.