إلى دعاة التحريض.. الجنوب ليس للبيع...

الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب

في كل مرة يقترب فيها الجنوب من تحقيق مكسب سياسي أو انتصار عسكري، يخرج علينا جهابذة التحليل وأبواق الفتنة من مخابئهم، يتقيؤون بيانات التحريض، ويصرخون من خلف الشاشات وكأنهم قادة ثوريون لم يسمع التاريخ بمثلهم!

والكارثة أنهم يفعلون ذلك من خارج الجنوب، وربما من كافيهات أوروبا أو شقق فاخرة في عواصم تتقن فن صناعة الفوضى!

يا سادة، الجنوب ليس سلعة على رف في سوبر ماركت السياسة، ولا هو بضاعة مزجاة في سوق النخاسة الإعلامية!

الجنوب وطن دُفع ثمنه دماء، وسُقي بعرق الرجال الذين لم يتخذوا تويتر وسيلة للجهاد، ولا واتساب ساحة للمعارك!

تطالبون الشباب بالتصعيد وإثارة الفوضى؟

جميل جدًا!

لماذا لا نراكم في مقدمة الصفوف؟

لماذا لا تحزمون حقائبكم، تتركون رفاهية العيش، وتنضمون إلى “ثورتكم” المباركة في شوارع العاصمة عدن و باقي المحافظات الاخرى؟

أم أن الوطن عندكم مجرد شعارات، والنضال لا يكون إلا عبر “الهاشتاجات” والبيانات المتشنجة؟

تقولون إن الجنوب محتل، وتصفون من حرروه بأنهم “مرتزقة”، بينما أنتم تتلقون التمويل المشبوه، وتعقدون الصفقات في الظلام!

تدّعون الحرص على السيادة بينما تسبّحون بحمد قوى لم تطلق رصاصة واحدة لتحرير شبر من أرضكم!

تحرضون ضد القادة الجنوبيون و التحالف، وكأنكم أنتم من تحمل أعباء المعركة!

تنسون أن من رفع علم الجنوب فوق مدرعاته، وساهم في تحرير العاصمة عدن ولحج وأبين، ليس من كان يُنظّر لكم من عواصم “الديمقراطية المستوردة”، بل من قاتل وامتزج دمه بدماء أبطال المقاومة.

تُسيئون لقادتنا، تهاجمون رجالًا أفنوا أعمارهم في الدفاع عن الجنوب، بينما أنتم مشغولون بعدّ الدولارات التي تصلكم من ممولي الفوضى!

لا عجب، فالتاريخ مليء بأمثالكم: محترفي الهدم، هواة بيع الأوطان، المدافعين عن “قضايا” هم أول من يتخلون عنها عند أول حقيبة سفر!

الجنوب باقٍ، ومهما علا نعيقكم، لن تهزه سموم أقلامكم، ولا مؤامراتكم الرخيصة.. فالتاريخ لا يرحم، والوطن لا يُباع!..