إلى متى سنبقى صامتين؟!
فسادٌ في كل زاوية، في كل شارع، في كل مؤسسة، في كل قلبٍ لم يعد يعرف للضمير طريقًا.
خيانةٌ للأمانة، كذبٌ بلا خجل، ظلمٌ بلا رحمة، نفاقٌ يُباع ويُشترى… أين نحن؟! كيف وصلنا إلى هذا الحال؟!
كنا أمة العدل، أمة الصدق، أمة الأخلاق… فأين ذهبت هذه القيم؟! أين الضمائر التي كانت تصحو عند أول تجاوز؟ أين الأيادي النظيفة التي كانت ترفض الغدر والخيانة؟
اليوم، الشريف يُحارب، والصادق يُكذَّب، والنزيه يُحاصر، بينما الفاسدون يُصفَّق لهم، والكاذبون يُرفعون، والخائنون يُكرَّمون!
حتى أصوات الحق، باتت تُكمّم، وكأنهم يريدوننا أن نعيش في الظلام، أن نعتاد الباطل، أن نقبل الظلم وكأنه قدرٌ محتوم.
تسأل: هل هذا عقابٌ من الله؟ أم أن الفساد صار قاعدةً طبيعيةً في حياتنا؟! الحقيقة المُرَّة أن العقاب ليس فقط في المصائب التي تحلّ بنا، بل في أننا أصبحنا نرى الظلم والفساد ولا نحرك ساكنًا. العقاب الحقيقي هو أن نعيش وسط هذا الخراب ونراه يكبر أمام أعيننا ولا نفعل شيئًا.
لكن إلى متى؟!
إلى متى ننتظر التغيير دون أن نحرك ساكنًا؟ إلى متى نصمت وكأننا عاجزون؟!
إذا لم نقف اليوم، إذا لم نقل كفى! الآن، فمتى؟!
جلال باشافعي
ناشط نقابي وسياسي