هل مقبلون على ثورة شعبية!

يمر اليمن اليوم بمنعطف تاريخي حرج حيث تعيش البلاد اوضاعا اقتصادية واجتماعية كارثية جعلت الحياة اليومية للمواطنين اشبه بمعركة مستمرة من اجل البقاء فارتفاع الاسعار الجنونية وانهيار العملة المحلية، ضعف الرواتب، تدهور الخدمات الاساسية مثل الكهرباء والمياه وانعدام الامن الغذائي، كلها عوامل عمقت من معاناة المواطنين وخاصة بالمناطق المحررة حيث زاد مشاعر الاحباط والغضب عند المواطنين .

وضع ماساوي تبدو احتمالية قيام ثورة شعبية أمرا ليس ببعيد شمالا وجنوبا فالتاريخ يوكد ان الشعوب لا تتحرك الا عندما تصل إلى نقطة اللاعودة عندما يصبح الفقر والجوع والياس عوامل ضاغطة تتجاوز كل حدود الصبر واليوم يعاني المواطن من ازمات مركبة، اتفاقمت بسبب الحرب المستمرة منذ سنوات والتي لا يبدو لها نهاية في الافق .

فالمناطق المحررة تشهد انهيارا شبه كامل في الاقتصاد مع استمرار تدهور العملة المحلية امام العملات الأجنبية وارتفاع الأسعار اثقل كاهل المواطن العادي في حين ان الرواتب في حال صرفت لا تغطي حتى الحد الأدنى من احتياجات الأسرة.

ان تدهور الخدمات العامة بشكل كارثي يزيد من معاناة المواطنين واليوم الكهرباء معدومة ، والمياه شحيحة وكل اربع الى خمس ايام ، ونظام صحي شبه منهار بظل غياب الدولة جعل المواطن يشعر أنه متروك لمصيره.

ان التحالفات الخارجية وتضارب المصالح

اضرت با استقرار اليمن وخاصة بالمناطق المحررة حيث بات التحالف العربي في نظر الكثيرين جزءا من المشكلة ومن معانات المواطنين بالمناطق المحررة ، حيث تحقق القوى الاقليمية مصالحها على حساب استقرار اليمن وسيادته هذا التداخل في المصالح يضعف الدولة المركزية ويطيل امد الصراع والحرب !

ان تراكم الغضب الشعبي حالة عامة نتيجة الفقر والجوع وتدني الخدمات والحرب الطويلة اوجدت بيئة مشحونة بالغضب وكافية لقيام ثورة! ، ثورة قد تكون الوسيلة الاخيرة التي تلجا اليها الشعوب عندما تنعدم الخيارات .

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل الشعب اليمني اليوم مستعد لتحمل تبعات هذه الثورة؟ وهل يمكن ان تكون هذه الثور مفتاح لانهاء معاناة المواطنين ، ام أنها ستكون حلقة أخرى في سلسلة الأزمات !!

#عارف_ناجي_علي