رسالة إلى المجلس الرئاسي والحكومة اليمنية: رمضان على الأبواب والمواطنون بلا قدرة على تأمين قوتهم..

الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يعيش المواطن في العاصمة عدن والمناطق المحررة، أوضاعًا معيشية تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، وسط انهيار اقتصادي متسارع وتدهور غير مسبوق لقيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية.
لم يعد الحديث عن الصيام والعبادة وحدهما، بل أصبح القلق الأكبر هو كيفية تأمين لقمة العيش في شهر يفترض أن يكون شهر الخير والبركة، لكنه أضحى شهر المعاناة والعجز عن تأمين الاحتياجات الأساسية.

الاقتصاد في دوامة الانهيار.. والمواطن هو الضحية:

في ظل غياب الاستقرار السياسي والأمني، يستمر الاقتصاد اليمني في التدهور، حيث فقد الريال اليمني قيمته بشكل خطير أمام العملات الأجنبية، ما انعكس على أسعار السلع الغذائية التي قفزت إلى مستويات قياسية.
مع ارتفاع تكاليف الاستيراد وتدهور القوة الشرائية، أصبحت الأسواق شبه مشلولة، بينما يقف المواطن البسيط عاجزًا أمام أسعار لم تعد في متناول يده.

الموظفون الحكوميون لم يتقاضوا رواتبهم بشكل منتظم، والقطاع الخاص يعاني من الركود، فيما تستمر البطالة في الارتفاع، مما يزيد من حالة اليأس والإحباط. 

فكيف سيستقبل المواطن اليمني شهر رمضان وهو غير قادر على تأمين قوت يومه؟

ما هي حلول الحكومة؟

المجلس الرئاسي والحكومة اليمنية أمام اختبار حقيقي في هذه المرحلة الحساسة، فالمواطنون لا يريدون خطابات ووعودًا فضفاضة، بل يريدون حلولًا عملية وعاجلة تساهم في تخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية قبل حلول رمضان. 

من بين هذه الحلول:

1- إجراءات سريعة لدعم الريال اليمني: ينبغي اتخاذ خطوات عاجلة للحد من انهيار العملة المحلية، سواء من خلال تدخلات مباشرة في السوق أو عبر استقطاب دعم مالي خارجي يخفف من حدة الأزمة.

2- توفير سلع مدعومة خلال شهر رمضان: 
على الحكومة أن تتدخل لضبط الأسواق ومنع الاحتكار، وإطلاق برامج دعم غذائي مباشر للفئات الأكثر احتياجًا.

3- صرف الرواتب بانتظام: يجب ضمان صرف رواتب الموظفين في القطاع الحكومي قبل رمضان، ليتمكنوا من توفير احتياجاتهم الأساسية.

4- الرقابة على الأسواق: ارتفاع الأسعار ليس مبررًا للتجار لاستغلال حاجة المواطنين. لا بد من فرض رقابة صارمة على الأسواق ومنع التلاعب بالأسعار.

5- تخفيف الضرائب والجمارك على المواد الغذائية الأساسية: على الحكومة أن تخفف العبء عن التجار والمستوردين لتقليل تكاليف السلع الغذائية، مما سينعكس إيجابيًا على الأسعار في الأسواق المحلية.

نداء عاجل.. لا تتركوا المواطن وحيدًا في مواجهة الأزمة:

إن لم تتحرك الحكومة والمجلس الرئاسي الآن، فسنكون أمام كارثة إنسانية غير مسبوقة مع دخول شهر رمضان. 
الوقت ليس في صالح أحد، ولا يمكن للمواطنين أن ينتظروا حلولًا بعيدة المدى وهم يكافحون يوميًا من أجل البقاء.

هل ستتحرك الحكومة اليمنية لإنقاذ الشعب قبل رمضان، أم أن العجز سيظل سيد الموقف؟