ماجد فضائل: صوت المقاومة الحقوقية في وجه الانتهاكات
![ماجد فضائل: صوت المقاومة الحقوقية في وجه الانتهاكات](https://news-platform.net/uploads/images/202502/image_870x_67ab86330fe3b.jpg)
كتب زيد الادريسي
في خضم الحرب اليمنية المستمرة، برزت شخصيات وطنية حملت على عاتقها مسؤولية الدفاع عن حقوق الإنسان، ومن بين هذه الشخصيات البارزة ماجد فضائل، وكيل وزارة حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية،وعضو الوفد المفاوض والمتحدث الرسمي باسم الوفد الحكومي في مفاوضات الأسرى والمختطفين. يمثل فضائل نموذجًا للدماء الشابة التي أثبتت حضورها في المجال الحقوقي، ولعبت دورًا محوريًا في المفاوضات المتعلقة بتبادل الأسرى بين الحكومة الشرعية ومليشيات الحوثي.
يعد ماجد فضائل واحدًا من الوجوه الشابة التي أثبتت كفاءتها في الحكومة اليمنية، حيث جمع بين الدور الحقوقي والمفاوض الصلب الذي دافع عن الأسرى والمعتقلين في مختلف المحافل. بجهوده المستمرة، أصبح صوتًا حقوقيًا لا يمكن تجاهله، وساهم بشكل ملموس في إطلاق سراح العديد من المختطفين، في ظل حرب لا تزال تدمر البلاد وتعمّق معاناة اليمنيين.
الوجه الحقوقي والمفاوض الصلب
منذ تعيينه في وزارة حقوق الإنسان، عمل ماجد فضائل على تعزيز القيم الإنسانية، ومتابعة ملفات الانتهاكات التي ترتكبها مليشيات الحوثي بحق المدنيين والأسرى. وكان له دور فعّال في رصد وتوثيق هذه الانتهاكات، حيث شارك في إعداد تقارير حقوقية دولية، ورفعها إلى المنظمات المعنية لكشف الجرائم التي يتعرض لها المعتقلون والمختطفون في سجون الحوثيين.
بصفته عضوًا في لجنة تبادل الأسرى، والمتحدث الرسمي للوفد خاض فضائل العديد من جولات التفاوض مع وفد الحوثيين، وكان صوتًا ثابتًا في الدفاع عن مبدأ "الكل مقابل الكل"، وهو المبدأ الذي تتمسك به الحكومة اليمنية لضمان الإفراج عن جميع المعتقلين دون استثناء، بعيدًا عن الانتقائية أو المساومات السياسية التي تحاول الجماعة فرضها.
جهود في الميدان واستقبال الأسرى المحررين
لم تقتصر جهود ماجد فضائل على طاولة المفاوضات، بل امتدت إلى الميدان، حيث أشرف على عمليات استقبال الأسرى والمختطفين المحررين في عدن ومأرب. فكان في مقدمة المستقبلين لهم، مؤكداً التزام الحكومة بإعادتهم إلى حياتهم الطبيعية بعد سنوات من الاعتقال والتعذيب في سجون الحوثيين.
وشهدت عمليات التبادل التي شارك فيها فضائل الإفراج عن مئات الأسرى من الجانبين، بمن فيهم صحفيون وناشطون وسياسيون اختطفتهم المليشيات، إضافة إلى مدنيين وعسكريين. وقد أكد مرارًا أن الحكومة اليمنية ملتزمة بالسعي لإطلاق سراح جميع المختطفين، ورفع معاناة أسرهم، رغم العراقيل التي يضعها الحوثيون في هذا الملف الإنساني.
مواقف وطنية ثابتة
لم يكن فضائل مجرد مفاوض أو مسؤول حقوقي، بل كان صاحب مواقف وطنية واضحة، حيث دعا مرارًا المجتمع الدولي إلى تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، معتبرًا أن الجرائم التي ترتكبها لا تختلف عن تلك التي تقوم بها الجماعات المتطرفة كداعش والقاعدة. كما ندد باستخدام الحوثيين للأسرى كأوراق ضغط سياسية، وتعذيبهم في السجون، ورفضهم إطلاق سراح المعتقلين رغم الاتفاقيات الموقعة.
كما شدد على ضرورة ممارسة ضغوط دولية على الجماعة لإجبارها على الالتزام بالاتفاقات المبرمة، خاصة اتفاق ستوكهولم الذي تضمن بنودًا واضحة بشأن تبادل الأسرى.
في ظل استمرار الصراع، يظل فضائل نموذجًا للمسؤول الحقوقي الذي يضع الإنسان وكرامته فوق أي اعتبار، مدافعًا عن قضايا المختطفين، ساعيًا لتحقيق العدالة، ومتمسكًا بمبدأ "الحرية للجميع" رغم كل التحديات والعراقيل.