ثورة 11 فبراير بين الحلم والواقع المؤلم
تمر اليوم ذكرى 11 فبراير، الثورة التي خرج فيها اليمنيون لاسقاط نظام صالح بعد عقود من الفساد والاستبداد وحربه على جنوب اليمن حيث كان تجمعات طلاب جامعة صنعاء الفرصة الفرصة للخروج والالتحاق بالساحات لاسقاط عفاش وذلك لبناء دولة مدنية عادلة تضمن الحقوق والحريات وتنهي حقبة الفساد والاقصاء لكن بعد أكثر من عقد نجد انفسنا أمام واقع اشد قتامة مما ثرنا ضده حيث تحول الوطن إلى ساحة للصراعات واصبح القرار السيادي مرهونا بايدي الخارج والفساد تضاعف حتى تجاوز فساد النظام السابق.
عندما ثار الشعب ضد نظام صالح بالامس كان الدافع هو انهاء حكم الفرد الذي جثم على صدور اليمنيين لعقود واستخدم الدولة كاقطاعية خاصة لعائلته وحلفائه وكانت هناك امال بتحقيق تغيير حقيقي يفضي الى يمن جديد، لكن سرعان ما اختطفت الثورة واستغلتها جماعات لم تؤمن يوما بالدولة المدنية بل سعت لتحقيق مصالحها الحزبية والأيديولوجية مما أدى إلى انهيار الدولة تمامًا.
اليوم بعد أكثر من عشر سنوات لم يعد الفساد مجرد سياسة بل أصبح ثقافة عامة تمارسها قوى متناحرة تتصارع على المصالح وسط انهيار اقتصادي غير مسبوق حيث أضحى المواطن اليمني أكثر فقرا ومعاناة وبدلا من تصحيح مسار الثورة وجدنا انفسنا أمام سيناريو اسوا، حيث تباع سيادة الوطن وينهب اقتصاده ويترك المواطن وحيدا يواجه أزمات لم يعرفها في أحلك فترات النظام السابق.
السؤال الذي يطرح نفسه اليوم لو عاد الزمن هل سنكرر ثورة 11 فبراير! الواقع ان الثورة كانت حتمية لكنها لم تحقق أهدافها بسبب سوء الإدارة وغياب الرؤية الواضحة لما بعد إسقاط النظام وتسلق رموز النظام بالامكانيات العسكرية والمالية والحزبية ، واليوم، قبل التفكير في تكرار السيناريو ذاته علينا أن نتعلم من اخطاء الماضي ونبني مشروعا وطنيا حقيقيا لا يسمح باختطاف التضحيات من قبل قوى لا تؤمن إلا بمصالحها.
اليوم بعد كل هذه السنوات من حرب مليشيات الحوثية على الشرعية اليمنية لا بد من توجيه سؤال مباشر الى التحالف العربي هل انتم مرتاحون لما وصل إليه اليمن؟ هل كان هدف تدخلكم انقاذ اليمن ام تكريس حالة الضعف والانهيار؟ ما يحدث اليوم ليس مجرد ازمة داخلية بل نتيجة مباشرة لسياسات لم تضع مصلحة اليمن في أولوياتها واستمرارانهيار اليمن اقتصاديا وأمنيا لن يكون في مصلحة أحد بل سيؤدي إلى خلق بورة جديدة للفوضى ستؤثر على المنطقة باكملها.
بالاخير ثورة 11 فبراير لم تكن خطا، لكن الأخطاء جاءت بعد إسقاط النظام حين ترك المجال مفتوحا للقوى الانتهازية لتعبث بمصير البلد والدرس الاهم هو ان اي تغيير قادم لا بد أن يكون مبنيا على وعي حقيقي وان يكون الشعب هو من يقرر مصيره، لا الأحزاب او القوى الخارجية فاليمن لن يبنى إلا بسواعد أبنائه، بعيدا عن التبعية والفساد.
عارف ناجي علي