إيران والاتصالات اليمنية في عدن
حين قرر حميد الأحمر الاستثمار في قطاع الاتصالات اللاسلكية في اليمن، كان أمامه خيار واحد فقط: الدخول في شراكة مع الحرس الثوري الإيراني.
وبالفعل، قام الأحمر بجلب خبير ومدير تنفيذي "عراقي الجنسية" ومدير مالي "أردني الجنسية"، ليبدأ العمل على إنشاء شركة سبأفون، مستلهمًا اسمها من مملكة سبأ التاريخية.
المساهمون في شركة سبأ فون :"شركة إيران للاستثمارات الخارجية، المملوكة للحرس الثوري الإيراني، مجموعة هائل سعيد أنعم، وزعماء قبائل يمنية موالية لعلي عبدالله صالح"؛ مصدر هذه المعلومات تحقيق استقصائي لشبكة إريج.
قبل نحو عامين، ومع ظهور توجه نحو إنشاء شركات اتصالات جديدة في عدن والانفصال عن صنعاء، سارع الأحمر لاقتراح فكرة نقل شركته "سبأفون" من صنعاء إلى عدن، بدلًا من السماح بإنشاء شركات جديدة، جاءت سبأ فون إلى عدن، لتحصل على مزود انترنت من عدن نت".
وقد أشار وزير الاتصالات اليمني الراحل سابقًا إلى "مفتاح دولي جديد خاص بعدن"، والذي تبين لاحقًا أنه مجرد إضافة رقم (8) لشركة سبأفون عدن، دون أي تغييرات جوهرية، إذ بقيت الشركة هي ذاتها التي تعمل من صنعاء.
افتتاح سبأفون في عدن جاء على حساب شركة أخرى هي شركة واي للاتصالات وشركة يو، وهنا يمكن طرح سؤال هل هذه ممارسات تنافسية نزيهة تخدم مصالح فردية؟.
مؤخرًا، تعرض معالي وزير النقل د. واعد باذيب لحملة شعواء من أطراف طالما تحدثت عن محاربة الفساد والمحسوبية. وفي الوقت ذاته، كانت عدن تنتظر إنشاء شركة اتصالات وطنية تسهم في تعزيز استقلالها الاقتصادي، لكن هذه الخطوة عُرقلت بتحركات حكومية، في ظل موقف سلبي من رشاد العليمي، الذي يبدو أنه انصرف مؤخرًا نحو التركيز على قطاع النفط، معارضًا إنشاء شركة اتصالات حكومية في عدن.
والنتيجة؟ ما زلنا نشاهد حالة التدهور التي وصلت إليها شركة عدن نت، في وقت تتغلغل فيه المصالح الشخصية على حساب المصلحة العامة.
بمعنى أدق، التجار لا يهمهم جنوب أو شمال، بل المال هو سيد الموقف. شركة سبأفون، التي يملك الحرس الثوري الإيراني ثلاثة أرباع أسهمها، تعمل الآن من عدن على حساب شركة اتصالات حكومية.
إذن، من يحارب من في عدن؟
المسألة ليست مناطقية كما يظن البعض، بل هي حرب نفوذ وأموال، حيث يذوب كل شيء أمام مصالح أصحاب الثروات الذين لا يرون إلا المال.
وقد يكتشف الناس بعد سنوات أن هذه الاستثمارات المتسارعة في عدن ما هي إلا امتداد لنفوذ الاستثمار اليمني القديم، بوجوه وأقنعة جديدة.
طبعا المستفيد الأكثر من هذا الصراع، هم الحوثيون الذين يستولون على ضرائب، وموارد الشركات الأهلية والحكومية، ومن عرقل شركة عدن نت واتصالات عدن، يخدم الأذرع الإيرانية، حتى وإن ملأ الدنيا ضجيجًا بأنه ضد إيران ومشروعها الطائفي في اليمن.
استخدام البعض "المناطقية" كفزاعة، هي بالنسبة له ممارسة عملية على أرض الواقع، وليست تدوينات على الفيس بوك، وبعيدا عن هذا "الشيخ أحمد صالح العيسي"، ليس بحاجة لي لكي ادافع عنه وعن استثماراته، فأنا من أكثر الصحافيين من وجه انتقادات حادة له خلال السنوات الماضية، ناهيك انه لا يزال يمتلك نفوذا كبيرا".
والله من وراء القصد
#صالح_أبوعوذل