صرخة مواطن مغلوب على أمره
تحت شعار التحدي والصمود "نكون أو لا نكون"، اجتمعت القوى الوطنية الجنوبية بمختلف تكويناتها النقابية والعسكرية والمدنية لتطلق صرخة احتجاج جديدة أمام تجاهل حكومي بلغ حدَّ الاستفزاز.
هذا البيان، الذي يحمل طابعًا ثوريًا وتصعيديًا، يعكس الغضب المتصاعد لدى شعب الجنوب الذي طالما تحمل ويلات التهميش والإفقار المتعمد.
وإلى المجتمع الدولي تحديدا .. أين أنتم من معاناة شعب الجنوب؟
توجه القوى الجنوبية أصابع الاتهام إلى العالم المتفرج، متهمةً إياه بالصمت المريب تجاه سياسات الإفقار الممنهجة التي تطال الشعب.
إنها دعوة إلى كسر الصمت والتدخل لدعم حقوق الإنسان في وجه انتهاكات صارخة لا تخطئها العين.
إلى التحالف العربي.. أين إلتزامكم الأخلاقي الذي قطعتموه على أنفسكم مقابل الوفاء بالوفاء لإصلاح ما أفسدته الحرب؟
رسالة شديدة اللهجة لدول التحالف العربي، التي طالما عوّل عليها الجنوب لتحقيق أمنه واستقراره، بعد أن أصبحتم اليوم شريكًا صامتًا أمام التردي المتسارع للخدمات وانتشار الفساد دون أن يرف لكم جفن!
الجنوب ينتظر من التحالف إعادة النظر في سياساته والوقوف إلى جانب الشعب الذي لم يتردد يومًا في دعم جهودهم والإعتراف بهم بالسراء والضراء.
بيان القوى الجنوبية لم يدّخر الكلمات في تحميل القيادة الرئاسية والحكومة مسؤولية التدهور الكارثي الذي يعانيه المواطنون.
وبدلًا من القرارات التي لا تغادر الورق، دعا البيان إلى تنفيذ إجراءات فورية تعالج الانهيار الاقتصادي والخدمي المتفاقم.
المطالب واضحة.. والتنفيذ ضرورة ملحة
جاء البيان مطالبًا بخطوات عاجلة، أبرزها:
1. إعادة صرف الرواتب بانتظام، مع صرف كافة المتأخرات.
2. تحسين الخدمات الأساسية كالكهرباء والصحة والتعليم.
3. هيكلة الأجور لتتناسب مع انهيار العملة وارتفاع الأسعار.
4. وضع حد لتدهور العملة المحلية عبر برنامج اقتصادي شامل.
5. إلغاء الحصانة عن المسؤولين الفاسدين وفتح ملفات الفساد.
وإلى الانتقالي الجنوبي.. كما فوضناك فإننا نطالبك بالتدخل والحسم؟
وجهت القوى الجنوبية نداءً للانتقالي الجنوبي بصفته حامل مشروع الجنوب الوطني، داعية إياه للتدخل الفوري لحماية الشعب وتأمين حقوقه، فالثقة الممنوحة للإنتقالي ليست مجرد تفويض، بل أمانة تستدعي العمل الجاد لإنهاء معاناة المواطنين، باعتبارهم شريكا فاعلا في السلطة المركزية وفي هرم القرار، ولا مناص مما هم عليه من وهن وضعف.
القوى الجنوبية أكدت أن صبر الشعب قد نفد، وأن التصعيد السلمي سيستمر حتى تحقيق المطالب. من الاعتصامات إلى العصيان المدني ووقف الإيرادات، كل الخيارات مطروحة أمام شعب قرر ألا يقبل المساومة أو الذل بعد اليوم.
ختامًا، هذا البيان ليس مجرد صرخة احتجاج، بل تحذير جاد لكل من يعبث بحقوق الجنوب. "نكون أو لا نكون" لم تعد مجرد كلمات، بل عهدٌ بأن الجنوب لن يركع ولن يتراجع حتى تتحقق العدالة والمساواة والكرامة لشعبه.
والله المستعان،،،