لقاء الجلاد شرعنة للجريمة وخيانة للضحايا

لقاء الجلاد شرعنة للجريمة وخيانة للضحايا

كتب : عبدالخالق عمران

   إن لقاء المبعوث الأممي إلى اليمن السيد هانس غروندبرغ مع المجرم عبدالقادر المرتضى القيادي الحوثي ورئيس سجن معسكر الأمن المركزي في صنعاء يعد خطوة خطيرة ومدانة ومرفوضة بكل المقاييس ويكشف عن تهاون غير مقبول مع مرتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.


   المدعو المرتضى الذي أدرج في قائمة العقوبات الدولية لتورطه في الانتهاكات الفظيعة في سجنه بحق المختطفين وخاصة الصحفيين يتحمل مسؤولية مباشرة عن التعذيب الممنهج والقتل البطيء للعديد من الأبرياء في سجون ميليشيات الحوثيين.


   إن هذا اللقاء لا يمثل فقط تجاهلًا صارخًا لمبادئ العدالة وحقوق الإنسان بل هو إهانة مباشرة للضحايا وعائلاتهم. كما أن هذه الخطوة تفتح المجال أمام تبرير الإفلات من العقاب وتدعيم ثقافة انتهاك حقوق الإنسان دون رادع.


   كيف يمكن للمجتمع الدولي والمبعوث الأممي التعامل  مع شخص متورط في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وعلى نحو يمنحه  الشرعية في الوقت الذي  يتطلع فيه الضحايا إلى العدالة والمحاسبة ومعاقبة الجناة .


   نحن كضحايا لهذه الجرائم نطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي باتخاذ موقف حاسم وواضح يرفض أي شكل من أشكال التواطؤ مع الجناة أو منحهم شرعية في إطار عملية السلام.   فالعدالة لا تتحقق بمصافحة الجلادين والجلوس معهم على طاولة الحوار بل بمحاسبتهم على جرائمهم الوحشية وإنصاف الضحايا. والسلام لا يمكن كذلك أن يتأسس على شرعنة الجريمة وتبرير الجناة والتغطية على جرائمهم والقفز على مبادئ العدالة وهدر الحقوق والإلتفاف على كل ماهو جوهري وأساسي من القيم الضامنة للكرامة . 


   كما نطالب الحكومة الشرعية بالوقوف موقفًا واضحًا وحازمًا تجاه هذه الخطوات التي تهدد مسار العدالة وحقوق الإنسان والضغط بشكل فعال لوقف مثل هذه الممارسات التي تشرعن الإفلات من العقاب وتعزز ثقافة الظلم والتعذيب.