قرية قحفة الشاحط وعداوة الجوار

قرية قحفة الشاحط وعداوة الجوار

منبر الأخبار

 للقاضي جواد النابهي

خرجت البارحة عصراً لأتمشى قليلاً ، ونزلت إلى الوادي الذي تطل عليه قرية قحفة الشاحط من جهة الجنوب الغربي إذ بي أرى تجمعات من الناس على ضفاف الوادي ومزارع القات وعلى جنبات الطريق يعلوهم الضجيج ، صابّين جُلّ غضهم ضد تلك القرية المطلة على الوادي ، موحدين فكرهم في العودة إلى الماضي السحيق ، تجسدت أمانيهم جسداً واحداً في الإستيلاء على المساعدات الإنسانية المخصصة للفقراء من أبناء تلك القرية المكروه ، ويتلفظون بكل الكلام البذي غير اللائق بحق أبنائها .

قحفة الشاحط قرية يقطنعها 185 أسرة وارملة بعدد 1200 نسمة موزعين على عشر محلات (القحفة ، النقيل ، قحفة الظبي ، قحفة الشرج ، الجِدله ، العقبة ، معبره ، نكب القيلع ، الشعب الأعلى ، شعب شاحط) ، اوجدتها الطبيعة الجغرافية بين عزلتين (عزلة الشعوبة ، عزلة الأنبو)، وجد بينهن (العزلتين) العداء من سبعينات القرن الماضي وأن كان هناك بعض العقلاء في كلا العزلتين إلا أن شياطين الإنس أكثر من ذلك ، هذا وقد اختلفت الروايات حول أسباب تلك الكراهية والعادات الجاهلية التي يبغضها الشرع ، وهنا لا نتطرق الحديث عنها لعدم وجود معلومات دقيقة وصحيحة ، فقد سنتحدث عن قرية قحفة شاحط ، القرية التي عجزت مناطقية القرى المجاورة لها أن تسلب منها كل جميل فيها ، فأنشغل أبناء تلك القرى بمحاربة كل أشكال المساعدات الإنسانية المخصصة للقرية ( قحفة الشاحط ) الذي انشغل فيها الناس بأعمالهم الخاصة وتنميتها وسد رمق الحياة بلقمة عيش خلت عنها موائدهم من المساعدات الإنسانية والإغاثية المقدمة من المنظمات الفاعلة في المديرية ، فلا يعرفون عن تلك المساعدات سوى تقارير هشةٍ على وسائل الإعلام ظلت الطريق إلى القرية وأن وجدتها (أي المساعدت الإنسانية وجدت الطريق للوصول إلى قرية قحفة الشاحط ) سلبت عنوةً مع سبق الإصرار والترصد من قبل أبناء القرى المحيطة بها رغم وصول ما يخصهم من تلك المساعدات بحجة المناطقية البغيضة اللعينة.

  تساما جميعَ أبناء قرية قحفة الشاحط فوق جراحهم ، متناسين حرمانهم من كل تلك المساعدات الإنسانية السابقة عند أول بصيص أمل أشرق بترشيح القرية ومعها تسع قرى من العزل البعيدة عنها وليس المجاورة لها من قبل السلطة المحلية لإحدى المنظمات الدولية الإنسانية للتدخل فيها ضمن مشروع الاستجابة المتكاملة متعددة القطاعات المنقذة للحياة ذو الأولوية في اليمن - تعز ، ليُبدّدَ ظلمة ليلٍ طال لم نرى فيه وصول المساعدات الإنسانية للقرية ، فتسابقت بعض القرى المحيطة بها (والتي كانت السبب في حرمانها كل تلك السنوات الماضية) تارةً بزعمهم أن قحفة الشاحط من الجبل إلى الجبل وإلى الجبل وما فوق الجبل موسعين حدودها بإضافة قرى ومحلات بعيدة كل البعد عن قرية قحفة الشاحط ، وتارةً أخرى بإن قرية قحفة شاحط تتبع جاحصة بإضافة اكثر من 30 محلة من محلات قرى جاحصة متناسين وهو انه سبق لهم وأن استعدوها ( قحفة الشاحط ) قبل سبع سنوات من اليوم ، وتارةً يتناقلون فيما بينهم بأن قحفة الشاحط قرية وأن قراهم محلات تابعة لها ، والحقيقة غير ذلك كله ، فالأفعال والأقوال تفضحهم ، فلو كانت قحفة الشاحط تتبع جاحصة لكانت استافدت طيلة السنوات السابقة من تدخلات المنظمات التي استهدفت قرى جاحصة كلها وليس آخرتها منظمة الفاو وقبلها الصليب الأحمر الدولي والتي تدخلت قبلها المنظمة النرويجية NRS ، وغيرها الكثير التي دخلت مجلس قرى جاحصة ولم تصل إلينا شي منها رغم اعتراضنا امام تلك المنظمات وتقديمنا للكثير من المناشدات والتظلمات للسلطة المحلية التي استقبلتنا بقلب رحب ، وبعد جهدٌ جهيد وبعد أن تأكدت السلطة المحلية من صحة الشكاوى والتظلمات التي تقدم بها أبناء قرية قحفة الشاحط قررت أخيراً انصافها وبما يتكفل بمساعدة الفقراء والمحتاجين والأرامل والأيتام والمصابين بالأمراض المزمنة من أبناء القرية ، وها نحن منتظرين موعد وصولها وكلنا أمل في تدخلها ومساعدة الفقراء والمحتاجين والأرامل والأيتام والمصابين بالأمراض المزمنة التي ارهقتهم الحياة كثيراً ومحتاجين لمن يأخذ بأيديهم ، وكلنا ثقة بأن تلك المزاعم والأقاويل لن تخدع المنظمة لأن عندهم موظفين لا يظلم عندهم أحد ، موظفين لهم الكثير من الخبرة الكافية والتي تؤهلهم إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها والقرار الأخير لهم.

#قحفة_الشاحط

القاضي/ جواد محمد ناجي النابهي

رئيس اللجنة المجتمعية - قرية قحفة الشاحط