صمت البرلمان ، وخيانة الأحزاب .

صمت البرلمان ، وخيانة الأحزاب .

منبر الأخبار


سعيد المعمري ..


رغم الأحداث المؤلمة ، والأوضاع المتردية ، التي تعانيها اليمن ، في كافة المجالات إلا إننا نرى بأن الجهات المعنية ، في البلد لا تحرك ساكناً ، ومن ذلك مجلس النواب الذي كان يفترض منه ، أن يكون أول من يسأل عن تلك الإشكالات ، التي تحدث في هذا الوطن ، الذي أضحى يعاني الأمرين ، جراء تلك الحرب العبثية القذرة ، فضلاً عن تلك الإنتهاكات التي أصبحت تمس بالسيادة الوطنية ، بصورة يعانيه للعيان ، في حين لم يتجرأ أحد ، أن يتكلم عنها وإن كان هنالك البعض من مجلسي النواب والشورى ، من تحدث عن تلك الإنتهاكات سابقاً ، إلا أن هؤلاء الأشخاص لم نعد نسمع لهم أي صوت ، في الوقت الحاضر ، وكأن هذا الوطن لا يهم هذا أو ذاك من الناس ، وليس من إختصاص مجلس النواب .


ناهيك عن الأحزاب السياسية ، هي الأخرى أصبحت بعيدة عن أوضاع هذا البلد ، وكأن ما يحدث فيه لا يعنيها للبته ، بالوقت الذي كان يستوجب منها أن تضطلع بدورها ، بإعتبارها ، هي ممثلة عن هذا الشعب ، بقدر أن أعضاؤها هم ايضاً موجودين ، في كل الجهات المسؤولة ، وبالتالي هو ما كان ينبغي من تلك الأحزاب ، أن تستشعر دورها ومسؤولياتها الوطنية والتاريخية ، إزاء ما يحدث لهذا البلد ، من من إنتهاك صارخ لسيادته ، خلافاً عن العبث لموارده النفطية ، والمعدنية ، وكذا النهب لثرواته السمكية ، والزراعية ، علاوة إلى سرقة آثاره التاريخية .


ليس هذا ، بل هناك ، من قام ويقوم من وقت لآخر بالإستقطاع لجزره ، وكذا مياهه البحرية ، بالإضافة إلى قيامه بوضع قواعده العسكرية ، وهذا ما هو موجود ، ومعروف لدى القاصي ، والداني ، في كل من جزيرة سقطرى ، عبدالكوري ، جزيرة ميون ( بريم سابقاً ) 


إذاً ماذا تبقى لهذا الوطن وشعبه ، لا شئ سوى الندم والغربة ، على ما يحصل ، من إنتهاك سافر ، وإستقطاع متعمد وكأن اليمن عبارة عن ضيعة ، لا أحد معني بها ، فيما هنالك من يعيش على حساب هذا الشعب ، وكذا يسرح ويمرح ، هنا وهناك ، ولا يهمه من الأمر شيئاً .


فيما كان يستوجب ، من كل القوى الفاعلة في المجتمع وغيرها ، وكذا الجهات المسؤولة بالدولة ، بما فيها السلطتين التنفيذية ، والتشريعية ، علاوة إلى الاحزاب السياسية ، أن تكون عند مستوى المسؤولية من أمرها ، ولكن للأسف لم يطرأ أي شيء ، من قبل هذه الجهات تجاه ما يحدث لهذا البلد .


بقدر ما نلاحظ بأن الأمور لا تزال على حالها ، بينما الوطن يُمزق ويتشظى إلى أجزاء متناثرة ، فيما الجميع ، أو الكل يتفرج ، ولا يجرؤ على الكلام ، إلا في الدهاليز المظلمة المغلقة ، وهذا ما يؤسف له ، وكان الأجدى بهؤلاء ، أن يكونوا جادين وحازمين ، في أمور مسؤولياتهم ، لكن ما يلحظ بأن البرلمان صامط ، وساكت عن كل ما يجري في هذا الوطن ، فيما الأحزاب هي الأخرى ، نكثت بوعودها ، أمام الشعب ، وجعلت منه سلماً تمشي عليه ، إلى مبتغاها .


في حين هي أقسمت عليه ، بأن تحافظ على وحدة وسيادة الوطن ، ولكن كل هذا هراء ، حيث أصبحت الأحزاب مجرد ديكور ، لا أقل ولا أكثر ، ولا تقدر على فعل أي شيء ، سوى أن تؤيد كل ما يتعرض له هذا الوطن ، من إنتهاكات لسيادته ، وحرمته ، مادام وقيادتها هناك ، برع خارج الوطن تقبض بالدولار ، والشعب له الطوفان .