الاعلام سلاح ، و الكلمة شرفه..

الاعلام سلاح ، و الكلمة شرفه..

منبر الأخبار

بقلم/عبدالكريم الخياطي 

لم يلفت إنتباهي أي صحفي في الفضائية اليمنية كما فعل محمد المحمدي ابو معتز

الجدل و الأثر الذي كان يخلفه في برامجه الانسانية و السياسية كان ملموسا لدى البسطاء . 

منذ صغري تعودت أن لا أحكم على الناس وفقا للأيدلوجيا و المنطق الحزبي المسيس .

 و أنا ألاحظ اليوم تفاعل الناس مع برنامج المحمدي ، استحضرت في ذهني تلك الذكريات كمشاهد بكى أمام شاشة المحمدي و تفاعل بكل جوارحه مع كلمات الشوق للأمهات اللائي غاب عنهن ابناؤهن لسنوات طويلة ..أو تنهدات أبناء غيبتهم الغربة ووحشتها و الخجل من العودة خاليي الوفاض . 

كثيرون اعتبروا محمد المحمدي صحفيا سلطويا يفعل كل مابوسعه لتلميع صورة الرئيس الاسبق علي صالح ، و كذلك تشويه خصومه . 

لكن للأمانة فإن المحمدي بإسلوبه البسيط القريب من الناس هو ابن الوظيفة العامة وقتها ..

يفعل ماتربى كثير من اعلاميي تلك المرحلة عليه، و يحاول ان يقول قناعاته بكل جوارحه ، كان المحمدي يتحدث بلسان حال كثير من الناس التي تناصر نظام صالح ، و ليس كل من ناصروا صالح مسيسون و مؤدلجون ، فلا يمكن ان يخلوا بيت يمني من أبٍ أو أخ أو أم أو أخت مقتنعون بالرئيس الأسبق ، ليس لأنهم يمتلكون المصالح أو هم قريبين من الرئيس الراحل ، لكن فقط هكذا ببساطة ، كانوا يحبون الوضع القائم رغم معاناتهم منه ،اضافة لطبع التخوف من كل جديد "و جني تعرفه و لا انسي ماتعرفوش"و هو التفكير السائد بين الناس البسطاء الذين لم يفكروا بالنظر لما يعيشه العالم خارج حدود بلدهم و لايرون من الخارج الا حروب الصومال . 

بالعودة لموضوع المحمدي ، كم تمنيت لو تم استيعاب هذا الاعلامي القريب من الناس البسطاء و برامجه الانسانية بعيدا عن السياسة و ثاراتها ، مالذي كان سيحدث لو أن قناة من القنوات الخاصة تناست فكرة محمد المحمدي  الصحفي العفاشي و نظرت فقط لمحمد المحمدي صاحب نوح الطيور و الصحفي الانسان ، الذي يحب كما نحب و يكره بطبعنا البشري كما نكره ؟