الطلاب في الجنة، والطالبات في الفردوس .. رحلة نحو النجاح
كتب| محمد العياشي alayashi2017@
في أحد الأيام، وبينما كنت أستعد لتدريس مادة اللغة العربية للصف الثامن، أدركت أن الدرس كان عن جزاء المتقين عند الله كما وُصف في القرآن الكريم. كنت متحمسًا لتوصيل هذه الرسالة المهمة إلى طلابي، وإظهار مدى عظمة ثواب التقوى.
بدأت الحصة بشرح مفهوم التقوى وأهميتها في حياة المسلم. ثم، وصلت إلى السؤال الذي كان محور نقاشنا: "ما هو جزاء المتقين عند الله؟"
في شعبة الطلاب(أ), قلت بحماس: "إن جزاء المتقين هو الجنة، حيث النعيم الدائم والرضوان من الرحمن." تصور الطلاب تلك الجنة الجميلة، بحدائقها الغناء وأنهارها المتدفقة، وشعروا بالحماس لفكرة العمل الصالح كطريق للوصول إلى هذا المكان المبارك.
أما في شعبة الطالبات(ب), أردت أن أضيف لمسة خاصة لشرحي. فقلت بصوت ملؤه الإيمان: "جزاء المتقين هو الفردوس الأعلى، أعلى مراتب الجنة، حيث النعيم الذي لا يوصف والقرب من عرش الرحمن." بدت الدهشة على وجوه الطالبات، وملأت قلوبهن الرغبة في الوصول إلى هذا المقام السامي.
عند تصحيح الأوراق اختبار الفصل الدراسي الأول ، لاحظت الاختلاف في الإجابات. الطلاب كتبوا "الجنة"، بينما الطالبات كتبن "الفردوس الأعلى". في تلك اللحظة، أدركت قوة كلماتي وتأثيرها على عقول طلابي. فهم يعتمدون على كل ما أقوله، وينظرون إليّ كمصدر موثوق للمعلومات. كمعلم، أنا لا أنقل فقط المعرفة، بل أغرس المفاهيم والقيم التي ستظل مع طلابي مدى الحياة.
من خلال هذه التجربة، أدركت أن دور المعلم يتجاوز مجرد نقل المعلومات. نحن نزرع البذور التي ستنمو لتصبح فهمًا ووعيًا لدى طلابنا. يجب أن نكون دقيقين وحريصين في كلماتنا، لأنها ستشكل عقول المستقبل.
وفي رحلتنا التعليمية، دعونا لا ننسى أن نلهم طلابنا ليسعوا إلى أعلى المراتب، سواء في الدنيا أو في جنة الفردوس.