“محاولة اغتيال والد الطفلة جنات: جريمة حوثية جديدة تُعري دعمهم للمغتصبين وقمعهم للعدالة”..
في مشهد يختصر حجم البشاعة والوحشية التي وصل إليها الحوثيون، تعرض والد الطفلة جنات السياغي لمحاولة اغتيال أمام محكمة استئناف أمانة العاصمة صنعاء، في جريمة جديدة تُضاف إلى سجلهم الحافل بانتهاكات حقوق الإنسان والقيم الأخلاقية...
نجح الوالد في النجاة بأعجوبة، فيما أصيب أحد رفقائه بجروح خطيرة، قد لا ينجو منها. هذا الاعتداء الجبان يكشف عن مدى الرعب الذي يزرعه الحوثيون في قلوب من يطالبون بالعدالة. والد الطفلة جنات، الذي أصبح رمزًا لمعركة إنسانية عادلة، يتعرض اليوم لمحاولات تصفية جسدية بسبب دفاعه عن حق ابنته البريئة التي اغتُصبت على يد أحد أفراد الميليشيا الحوثية المدعو أحمد نجاد. بدلاً من أن يتحملوا مسؤولية جريمة مروعة كهذه، خرج القيادي الحوثي نصر الدين عامر بتصريحات تعكس أقصى درجات الحقد واللؤم، محاولاً تبرير فعل مغتصب الطفلة، ودعمًا له بشكل غير مباشر. بكلمات مشبعة بالمكر والخبث..
حاول عامر تحويل الأنظار عن القضية الأساسية وخلق ذرائع واهية تهدف إلى إسكات صوت العدالة. ما يثير القهر في النفس أن هذا القيادي، الذي يمثل وجه الميليشيا الرسمي، لم يتردد في تقديم الدعم للمغتصب، في تصرف يؤكد أن هؤلاء لا يحترمون القانون ولا يعترفون بالعدالة. بدلاً من أن يقفوا مع الضحية وأسرتها، اصطفوا إلى جانب الجاني في استهانة صريحة بآلام الطفلة وعائلتها، واستهزاء بمطالب الرأي العام المنادية بمحاسبة المجرم. محاولة اغتيال والد الطفلة ليست مجرد اعتداء فردي..
إنها رسالة واضحة بأن أي شخص يواجه ظلم الحوثيين سيكون مصيره القتل أو التصفية. الميليشيات، التي تتغنى بشعارات العدالة، تثبت يومًا بعد آخر أنها لا تمارس إلا الإرهاب والقمع. قضية الطفلة جنات لم تعد مجرد قضية اغتصاب؛ إنها قضية وطنية وإنسانية تكشف عن مدى استبداد الحوثيين وإجرامهم. التهديدات المستمرة التي يتعرض لها والد الطفلة وأسرته، ومحاولة اغتياله، تعكس مدى خوفهم من أن يتحول هذا الملف إلى فضيحة تعريهم أمام العالم...
رغم كل ما حدث، تظل قضية الطفلة جنات وأبيها حية في وجدان الشعب اليمني. محاولات إسكات صوت الحق من خلال الإرهاب والتهديدات لن تنجح. إن نجاة والد الطفلة من محاولة الاغتيال تعني أن معركته لم تنته بعد، لكنها أيضًا تذكر الحوثيين بأن العدالة قد تتأخر، لكنها لا تموت. إلى المجرمين الذين يحاولون دفن الحقيقة، نقول: القضية أكبر منكم، والطفلة جنات وألمها سيظلان شاهدين على إجرامكم. العدالة آتية، ولن يستطيع أحد حمايتكم من الحساب...