الذكرى 44 لرحيل فقيد الجنوب المؤسس الرمز "احمد سعيد باخُبيره"
منبر الأخبار - خاص
يصادف اليوم الاثنين 30 سبتمبر الذكرى الرابعة والأربعين لرحيل المناضل السياسي والمفكر التقدمي الاشتراكي والصحفي الجنوبي الراحل أحمد سعيد باخبيرة، الذي تزخر مسيرة حياته العملية في عدن واليمن الجنوبي بالنضال والكفاح. وبوفاته، فقدت اليمن والأمة العربية أحد المناضلين والمفكرين الوطنيين والمثقفين الثوريين الكلاسيكيين في اليمن والجزيرة العربية، ومن اللاعبين المنهجيين والعلميين في السياسة والفكر والثقافة الحقة.
كان أحمد سعيد باخبيرة من المناضلين التقدميين ومن كبار السياسيين والصحفيين في الشطر الجنوبي قبل نيل الاستقلال من الاستعمار البريطاني وبعد الاستقلال وإعلان الدولة الجنوبية المستقلة آنذاك.
اشترك في تأسيس الحركة الطلابية المناهضة للاستعمار البريطاني في عدن، وكان من أوائل من اعتنق الفكر الاشتراكي وروّج له.
ثم أسس مع رفقاء دربه، أ. عبدالله وأ. علي باذيب وأ. بدر باسنيد، الاتحاد الشعبي الديمقراطي، والذي أصبح عضواً في مكتبها السياسي وأحد القائمين عليه.
وقف في جانب ثورة 14 أكتوبر من خلال نشاطه العملي والنضالي المحوري والفعال على الأرض وكتاباته الصحفية في العديد من الصحف المحلية والعربية، لاسيما في نشرات الاتحاد الشعبي الديمقراطي وصحيفة "الأيام".
وفي أوج عملية الكفاح المسلح، أسس مع رفيق دربه عبدالله باذيب صحيفة "الأمل" وتحمل مسؤولية تحريرها.
في عام 1966، وقف إلى جانب الجبهة القومية ضد الدمج القسري، مما أدى إلى تفجير مقر صحيفة "الأمل" في نهاية عام 1966 وتدميرها بالكامل، مما أوقفها عن الصدور.
وبعد الاستقلال، وقف إلى جانب الجناح اليساري التقدمي (الجبهة القومية)، وكانت نشرة الاتحاد الشعبي الديمقراطي التي كان يرأس تحريرها تعكس هذا الموقف. وفي عام 1970، عُين عضواً في (مجلس الشعب الأعلى) وكان عضواً قيادياً فعالاً ورئيساً للعديد من اللجان.
وعُرف آنذاك بقربه من رفيق دربه الرئيس سالمين.
وفي نوفمبر، ذهب مع وفد الرئيس سالم ربيع علي إلى ليبيا للقاء رئيس المجلس الجمهوري في الجمهورية العربية اليمنية، بحضور ورعاية كاملة من العقيد معمر القذافي، للترتيب لعقد اللقاء التاريخي الأول لوضع اللبنة الأولى للوحدة اليمنية، وأصبح نائب رئيس اللجنة الدستورية المشتركة اليمنية لسن القوانين.
في عام 1975، في المؤتمر التوحيدي لفصائل العمل الوطني التي تشكلت منها التنظيم السياسي الموحد للجبهة القومية، انتخب وأصبح عضواً في اللجنة المركزية، واستمر في عمله كأحد أبرز السياسيين المؤثرين في البلد.
ثم في عام 1978، ساهم بشكل أساسي ومحوري عن الاتحاد الشعبي الديمقراطي في تأسيس الحزب الاشتراكي اليمني، وأصبح عضواً في لجنتها المركزية وعضواً مرشحاً لمكتبها.
ثم عُين رئيساً لتحرير صحيفة "الثوري"، لسان حال الحزب الاشتراكي اليمني.
اختار الله له أن يصاب ويشتد به مرض القلب في وقت الإعداد للمؤتمر العام الاستثنائي للحزب الاشتراكي اليمني في أكتوبر 1980، وتوفي قبل انعقاده، في لحظة فارقة ستظل محطة مهمة في عمر الجمهورية الجنوبية آنذاك.
شُيّعت جنازة فقيد الجنوب الثائر المفكر يوم الثلاثاء 30/9/1980، وسارت المواكب والحشود الجماهيرية الهائلة إلى مقبرة الشهداء (كريتر) حيث وُوري جثمانه، وكان في مقدمة المشيعين كبار رجال الحزب والدولة والشخصيات العربية، على رأسهم الرئيس علي ناصر محمد ومناضلون من الحركات والقوميين العرب.
وقد أُعلن الحداد ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام يوماً واحداً حزناً على رحيله.
تم اختيار باخبيرة من طليعة الأدباء والكتاب اليمنيين في عموم إقليم اليمن للمؤتمر التمهيدي للأدباء والكتاب اليمنيين، فضلاً عن كونه عضواً في اللجنة التأسيسية للمؤتمر العام للأدباء والكتاب اليمنيين بجانب أشهر الأدباء في اليمن مثل عبدالله البردوني والقاضي الأكوع ود. محمد عبده غانم ومحمد ناصر محمد ومحمد عبدالولي وأحمد قاسم دماج وجراده والجاوي والشحاري والملاحي والصيقل.
فضلاً عن عمله أو قيامه بمسؤوليات عدد من الصحف الوطنية البارزة، مثل (النهضة) و (الجنوب) و (العربي) و (البعث) و (الفكر) و (النور) و (الأيام) و (الفجر).
وشغل باخبيرة عدة مناصب أخرى، منها نائب رئيس اتحاد الإعلاميين، وغيرها الكثير من المآثر السياسية والإعلامية خلال مرحلة حياته النضالية التي بدأت في أربعينيات القرن الماضي.
توفي المناضل أحمد سعيد باخبيرة في 30 سبتمبر من العام 1980، وظلت سيرته الكفاحية وذكراه العطرة شاهدة على شخصيته النضالية الصلبة، التي تمكنت من حفر اسمها وبصماتها في صفحات ومجلدات التاريخ التي ستخلد مآثره ومناقبه مدى الحياة.