ثورة 26من سبتمبر ورابطة الانتماء!! ..

ثورة 26من سبتمبر ورابطة الانتماء!! ..

الكاتب / ناجي البشري ..

تمثل ثورة 26 سبتمبر المجيدة ،تتويج لنضال طويل ،قاده الشعب اليمني ،دفاعا عن حقه في الحرية والعدالة ،فقد استطاعت تلك الثورة ،أن تؤسس الجمهورية لليمن.إذ أن ثورة سبتمبر ،التي حمل الضباط الاحرار لواءها ستظل نموذجا للعلاقة بين الشعب وجيشه اتسمت عبر عقود طويلة ،بالتلاحم والثقة العميقة المتبادلة.كما شكلت مرحلة تحول فارقة واسترداد للكرامة الوطنية.
لكن ما علاقة الاحتفاء بـ«26من سبتمبر» بهذه الفكرة ومفهوم الوطن.

يركز مفهوم «الوطن» على الرابطة التي تجمع بين الأفراد كافة الذين يحملون جنسية بلد واحد. هؤلاء الأفراد قد لا يرتبطون بنسب واحد أو دين أو مذهب واحد، بل قد لا يتحدثون اللغة نفسها، ولا يرجعون إلى تاريخ مشترك، لكنهم - مع ذلك - مواطنون لدولة واحدة، وهذا هو بالتحديد المضمون السياسي لكلمة "شعب". فحينما نطلق هذه الكلمة في المعجم السياسي، فإننا نقصد مجموع الناس الذين تربطهم علاقة قانونية ويرجعون إلى دولة واحدة.

هذه العلاقة القانونية ستبقى باردة ما لم تمتزج بها رابطة شعورية، تولد إحساسا مشتركا عند هؤلاء المواطنين بأنهم متفقون، ومرتبطون، وبأنهم إخوة أو رفاق، وأعضاء في بلد واحدة. يرجع الفضل في هذا إلى المفكر الأميركي بنيديكت آندرسون، الذي طور مفهوم "الجماعة المتخيَّلة" في كتابه الذي يحمل الاسم نفسه وصدر عام 1983. سوف أضرب مثلا يوضح فكرة آندرسون: لنفترض أنك سافرت إلى بلد اوروبي، وخلال تجوالك وقعت عيناك على شخص يلبس الزي اليمني، ربما في الشارع أو في مقهى، أو غيرهما... هل سيشدك الفضول إلى متابعته، وربما توجيه التحية له، ومحاولة التعرف إليه؟ أظن أن معظمنا سيفعل هذا. لكن ما الذي شد اهتمامنا إليه من بين مئات الناس الذين مررنا بهم في الشارع؟

الذي وجه اهتمامنا هو شعورنا الداخلي العميق بأن بيننا وبين هذا الغريب رابطة؛ اسمها "شراكة الوطن"... رابطة عاطفية تجمعنا به، رغم أننا لا نعرف اسمه ولم نجتمع به في أي وقت مضى، ولا نعرف إن كان على ديننا وما إذا كان يتحدث لغتنا. الشيء الوحيد الذي نعرفه هو أن الزي الذي يرتديه يشير إلى تلك الرابطة العميقة التي تشد أعضاء جماعة هذا البلد بعضهم إلى بعضهم، أي الانتماء إلى وطن واحد.

هذه الرابطة الشعورية ليست مادية، وليست مشروطة، كما أنها لا تستلزم بالضرورة إجراءات أو ترتيبات خاصة لتوكيدها... إنها فقط شعور داخلي في أعماق نفس الإنسان، فحواه أنني مرتبط بالشخص الذي في صنعاء وأولئك الذين في عدن  و الحديدةوذمار ،وتعز ،وحضرموت ،وغيرها.
،مرتبط بحبل وثيق يجعلني أهتم بمعرفتهم واستكشاف أحوالهم، حتى لو لم أرهم في حياتي ولم أتعرف إلى أشخاصهم..

يجمعنا رابطة الحب هذا هو الانتماء ليوم ثورة 26من سبتمبر ،وماحصل للمواطن والمواطنات من مضايقات، وتنكيل لمنعهم من الاحتفاء بهذه المناسبة الوطنية في مناطق سيطرت الحوثيون.
وهو مايميز جماعة الحوثي عن جماعة الشعب،وعدم انتمائها لشراكة الوطن وثورة 26.
وعملت على ممارسة اعتقالات لمن يرفع شعار الاحتفاء بثورة 26سبتمبر سواء في الواقع، او مواقع التواصل الاجتماعي.

وظهر جليا تمسك الناس بثورة 26 سبتمبر ،والاحتفاء بها رغم جبروت الميليشيا الحوثية ،وكانت رسالة واضحة بان ماتريده جماعة الحوثي لن يتحقق ،وبأن هنالك جماهير شعبية رافضة لها ولما تريد فرضة على اليمنيين عن طريق عقيدتها السياسية او توجهها..

وهذا الانتماء والرابط الوطني الذي جمعنا في ساحة الاحتفال بالمناسبة في مدينة الخوخة ليلة الاربعاء عيشة 26 من سبتمبر...من كل المديريات والمحافظات اليمنية من قيادات رسمية وجماهير شعبية.بين هؤلاء الجموع رابطة اسمها "شراكة الوطن" و"ثورة الحرية 26من سبتمبر"رابطة عاطفية جمعتنا بهم ،رغم أننا بعضهم لانعرف اسمائهم ،ولم نجتمع بهم في اي وقت مضى...

الوطن جماعة متخيلة، ليس بمعنى أنه غير واقعي، بل بمعنى أن كل فرد فيه لديه شعور عميق بأن رابطة من نوع ما تجمعه ببقية أعضاء وطنه، وأنهم - بشكل ما - يشكلون جماعة واحدة، وآية ذلك هذا الانشداد الذي يظهر حين يلتقي اثنان منهم في الغربة..

كل الشكر والتقدير لمن قدم هذه المناسبة بما يليق بالاحتفاء بها في مدينة الخوخة المحافظة المؤقتة  
لمحافظة الحديدة..

هنالك جهود مشكورة بذلت من اللجنة المنظمة لإحتفالية،والجهات الامنية،وأحب أن أقول للقوة الأمنية التي كلفت بحماية وتنظيم الاحتفالية كفيتم ووفيتم ،وجهودكم مشكوره ،ففي كل أمر يتم تكليفكم به نجدكم فعلا العيون الساهرة لحماية الوطن والمواطن في كل الظروف.
لقد تم تسهيل الحركة المرورية ،وتامين مداخل ومخارج الاحتفالية ،وفق الخطة التي وضعها مدير عام شرطة محافظة الحديدة العميد نجيب ورق  مع الجهات المعنية،وكان حريص على المتابعة والتنسيق ،ومنها قيادة قوات الامن المركزي.
بقيادة العقيد صادق عطية نائب مدير عام الشرطة -قائد فرع  قوات الآمن المركزي بالمحافظة.
وكان هؤلاء الضباط والجنود المكلفين بالحماية تعاملهم الراقى يثلج الصدر..وهذا ليس غريبا على العيون الساهرة التي تبذل الغالي والنفيس والسهر على راحة جميع المواطنين..

ونجاح هذه الخطة والتعامل الراقي اشاد بها الجميع رسميا ومجتمعيا..

وهذا يؤكد حرص ودعم قيادة قطاع امن الساحل الغربي على تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد وترجمته على ارض الواقع. شكرا لكل الجهود التي بذلت من الجميع...

مبارك لكل اليمنيين ذكرى ثورة 26 من سبتمبر... حفظ الله بلادنا وصان أهلها..