عدن / الباحث والناقد الوحيشي الغناء العدني له نكهته الخاصة ولونه الخاص الممزوج باللهجه العدنية الأصيلة. 

عدن / الباحث والناقد الوحيشي الغناء العدني له نكهته الخاصة ولونه الخاص الممزوج باللهجه العدنية الأصيلة. 

منبر الاخبار: خاص

حوار /نور علي صمد 

      تعد الأغنية العدنية منذ ظهورها ونشأتها تاريخا ناصعا لنا جميعا في عدن . عدن الفن والموسيقى والغناء فالحفاظ عليها من أولى أولويات ابناءنا واجيالنا الحاضرة والقادمه كونها تراث ثقافي وكنز ثمين لايقدر بثمن.

      للاطلاع أكثر حول ذلك كان لنا هذا الحوار مع الباحث والناقد حسين سالم الوحيشي 

★★استاذنا لو يتحدثونا عن البدايات الأولى للموسيقى بشكل عام والموسيقى العدنية على وجه الخصوص؟

★ بادي ذي بدء عندما دخل الاستعمار البريطاني عدن في 19 يناير 1839م لم يكن في عدن غير اليهود والبينيان والبحارة الصومال وقليل من حامية السلطان العبدلي لعدن وكان ضمن الجيش البريطاني الجنود الهنود و الانجليز و بالتاكيد نقلوا معهم شيء من الموسيقى الانجليزية والهندية ..وبعد حصار البريطانيين لميناء الحديدة والمخاء ولمدة سنتين تحول راس المال والايدي العاملة والفنية والمهنية والفلاحية الى عدن وكانت تمثل الزخم الشعبي الكبير مع خلفيتهم الموسيقية للحركات الصوفية في تهامة 

والرخاء والتجاره في الحديدة والمخاء والذي نقلوا معهم الى عدن بعض من الموسيقى التركية والصنعانية التهامية كما كان هناك شيء من اللحن والتراث اليافعي ليحيى عمر  

وباعتقادي ان الاغنية اللحجية بدأت بالظهور بشكل مبكر عن الاغنية العدنية نظر لاحتياج الفلاحين للترويح النفسي والاجتماعي للتعبير عن شعورهم أثناء اعمالهم اليومية ..وأما الأغنية العدنية فقد ظهرت خلال منتصف القرن الماضي و تطورت إلى شكل اكثر جمالا وتجديدا من حيث الكلمة واللحن والصوت والاداء الموسيقي واستخدام الآلات الموسيقية المختلفة وخروجها من نمطية العود والايقاع".

وكان روادها الاوائل سعد عبدالله، سلطان بن الشيخ علي، أحمد فضل القُمندان، علي أبوبكر باشراحيل، أحمد عبدالله السالمي، محمد جمعة خان، قاسم الأخفش، عمر غابة، صالح العنتري، ابراهيم الماس، عوض المسلمي، أحمد عبيد قعطبي ،عبدالقادر با مخرمة، وهي الأسماء التي أسست التنوع الغنائي في اليمن

★★متى تاسست الندوة الموسيقية العدنيه ؟

★ في العام 1948 كون الفنان خليل محمد خليل مع بعض أصدقائه تجمع أُطلق عليه (ندوة الموسيقى العدنية).

وكان من مؤسسي تلك الندوة: خليل محمد خليل, علي سالم علي, الدكتور محمد عبده غانم, وديع سالم حميدان, الشيخ عبدالله حامد خليفة, عبده محمد ميسري, عبدالله بلال وياسين شوالة وغيرهم

★★كيف تطورات وتنوعت الأغنية العدنية مع العديد من الايقاعات المختلفه ؟ 

★مع بروز الأغنية العدنية كان لابد ان يمارس الفنانون الشبان عملية التلحين والتجديد، وفقا لاحتياجتهم الشعورية والحسية العاطفية ، ولاشك أن تلك الألحان مرتبطة بالتراث الغنائي اليمني وخصوصيته الثقافية و كانت الأغنية العدنية، ارتجاليه مع اقتباسات ايقاعية وترنيمات نغمية من البيئة الشعبية الحاضنة وخاصة الاغنية اللحجية الشعبية الكاسحة ذات المرجعية التهامية ومال ملحني عدن ولحج للتلحين باللحن الهندي كما هو في اغنية الى ما الى ما زماني لمحمد سعد عبداللة 

ويامنيتي ياسلى خاطري للقمندان بل واستخدموا الألفاظ العميقة الهندية مثل رام راما والتي تحمل المعنى العربي وهو الهدف والهندي وهو اسم اله 

وأغنية اقبلت تمشي رويدا ليحيى مكي

وكذلك محمد جمعة خان وعبدالقادر بامخرمة وكانت الألحان الراقية والأغاني المصرية واغاني افلامها لها تأثير واضح على معظم الاغاني العدنية 

كما غنى الفنان عمر محفوظ غابة اللون الكويتي

 وكان لتأسيس اذاعة عدن (محطة عدن للإذاعة) في 17 أغسطس العام 1954م،دورا اساسيا في إبراز الحركة الفنية في عدن 

 

 

★★من هم الفنانون الذين تغنوا بالاغنيه العدنيه ؟

★ نستطيع القول إن الولادة الرسمية للاغنية العدنية وتميزها كانت بعد ماتم تأسيس ندوة الموسيقى العدنية وصار لها لونها المميز بلهجتها العدنية من ناحية الايقاع واللحن على أيدي الفنانين خليل محمد خليل، ويحيى مكي، وسالم بامدهف، وأحمد قاسم و الشعراء العدنيين مثل لطفي امان ومحمد غانم الرفاعي ومحمد بامطرف والجرادة ومحمد سعد عبدالله الاسطورة العدنية بالشعر واللحن والصوت والأصالة والتلمذة ضمن العازفين مع الفنان المسلمي

★★هناك فنانات عدنيات كان لهن اثر أيضا في نشر الاغنية العدنية .هل بالامكان ذكرهن ؟ 

★بكل تاكيد لفنانات عدن دور كبير لايستهان به في إبراز الأغنية العدنية ونشرها على نطاق واسع مثل زهرة الموتي زوجة الفنان حمودي عطيري وصباح منصر مع احمد قاسم والعزاني والثلاثي مع رجاء باسودان وام الخير عجمي واسمهان و حسن الفقية مع الفنانة فتحية الصغير ومحمد بن محمد باسويد مع ماجدة نبية ومنى همشري وكفى عراقي وامل كعدل

★★هل الاغنيه العدنيه لازالت حاضرة وتحمل الطابع العدني او تلاشت مع الايام ؟ 

★الأغنية العدنية ستظل المتواجدة ونبراسا يضي الكون وكل ربوع عدن الحبيبة على الرغم من سفر رموز بعضها الى السعودية والخليج وانقطع عن أداءها مثل الفنان المرحوم ابوبكر بلفقيه وعبدالرب ادريس وهناك من جدد في الغناء العدني على الرغم من اغترابه وهو احمد فتحي في اغنية يابو زيد 

وقد فقدت عدن الكثير منن فنانييها ولم يبقى الا العطروش وعوض احمد وامل كعدل 

★★ في ظل انتشار الأغنية العدنية بالتأكيد سيكون هناك تمازج وارتباط ببقية أنواع الغناء من المحافظات المجاورة لعدن .لو تحدثونا عن ذلك ؟ 

★ بالطبع لقد امتزجت الاغنية العدنية بالاغنية اللحجية والابينية بفضل العطروش وعوض احمد والميسري وعبدالكريم توفيق وفيصل علوي وسعودي احمد صالح

★★هل واجهت الاغنيه العدنية صعوبات في بداية ظهورها ام لا ؟

★بكل تاكيد لا نظرا للرخاء الاقتصادي والثراء التراثي والثقافي والامكانيات الفنية التي كانت متوفرة مثل المكرفونات ومكبرات الصوت وتنقية الصوت والتسجيل و الآلات الموسيقية والاسطوانات وأشرطة التسجيل و افتتاح اذاعة وتلفزيون عدن آنذاك كل ذلك ساعد وساهم في تطوير ونشر الاغنية العدنية وذاع صيتها على مستوى الجزيرة والخليج 

★★ماذا تطلب من الجهات ذات الاختصاص ممثمثله بوزارة الثقافة وغير ها ؟

★ اجاب بحسرة اين هي تلك الجهات ذات الاختصاص .واين هي وزارة الثقافة .لقد أضحي الفنان والملحن والموسيقي اليوم مع الاسف في خبر كان فلا اهتمام ولا رعاية لهم في ظل الظروف الحالية الصعبه ..وبالكاد يتحصلون على رواتب متدنية لاتكاد تسد احتياجاتهم الأساسية.حيث لجاء البعض منهم لى امتهان مهن أخرى لتوفير متطلباتهم المعيشية .فالفن عموما صار وكأنه سراب في ظل الوضع الحالي 

★★برايكم من هي الدول التي تأثرت باالاغنيه العدنيه ؟

★تغنى بالاغنية العدنية السعودية والخليج عامة والكثير من الفناني اللبنانيين والجيبوتيين والاندنوسيبن 

ابتدأ من طلال مداح وفهد بلان ونجاح سلام وهيام يونس اما الفنانين الخليجيين فحدث ولا حرج بل ان منهم من ادعى حقة بالاغنية العدنية 

 ★★ كلمة اخيره لكم :

★نتمنى من المهتمين والمثقفين والأدباء وكل من يحب عدن وفنها وتراثها الاهتمام بالتراث الثقافي والحضاري وان يغرسوا ذلك في قلوب ابناءنا حتى لاتندثر الأغنية العدنية وتاريخها العريق 

* كلنا يدرك أن الفن مشاعر واحاسيس صادقة وثقافة.ورقي ورسالة حب وإنسانية تتجاوز كل الحدود والحواجز ولكن في ظل التشتيت الحاصل وتزمت البعض وادلجة الفن عموما لأغراض خارجة عن ضمير الشعب وعدم الاحترام للعلم وعالم الموسيقى فلن تكون هناك موسيقى ولا معهد موسيقى حتى ان غالبية الشباب العدني لا يعرف الاغنية العدنية بل ربما لم يسمع عنها نتيجة تغيبيها 

* شكرا لكم اهتمامكم الدائم وتواصلكم واطلاعكم على كل مايدور في الساحه الفنية العدنية وهذا يدل على حرصكم على تقصي الحقائق من مصادره