عندما تحدث الشهيد اللواء سالم قطن...
✍️الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب
عندما سألوا الشهيد اللواء سالم قطن بعد تحرير أبين عام 2012م عن مصير العناصر الإرهابية التي كانت تعيث في الأرض فسادًا وتزرع الرعب في القلوب، لم يتفاخر بالنصر أو يزعم القضاء عليهم بشكل نهائي.
بل كانت إجابته تحمل حكمة وعمقًا: عادوا إلى ثكناتهم العسكرية.
كانت هذه الكلمات تعبيرًا عن رؤية واقعية وفهم عميق لحقيقة الصراع.
اللواء سالم قطن لم يرضَ أن يضلل الرأي العام بمعلومات مزيفة أو وعود فارغة.
بل أدرك أن العدو قد يتوارى ولكنه لا يختفي، وأن الخطر قد ينحسر ولكنه لا ينقضي. هذه النظرة البصيرة للعناصر الإرهابية لم تكن مجرد تحذير، بل كانت رسالة واضحة لكل من كان يسمع ويفهم: العدو لا يزال هنا، مختبئًا بيننا، يتحين الفرصة ليعود من جديد.
لم تمر هذه الرسالة دون رد فعل من أعدائه.
فقد استهدفوا اللواء قطن بالاغتيال بعد فترة قصيرة من تصريحاته.
لقد عرف أعداؤه تمامًا خطورة رسالته ومدى تأثيرها على الوعي الجنوبي، فقرروا إسكات صوته الذي أضاء الطريق للكثيرين.
واليوم، لا تزال عمليات الاغتيال تستهدف كل من هو جنوبي، وكأن كلمات الشهيد قطن الأخيرة كانت نبوءة لمستقبل مليء بالصعوبات. ولكنها كانت أيضًا دعوة للصمود والاستمرار.
رسالة اللواء قطن كانت واضحة: "اعرفوا عدوكم وأكملوا المشوار".
لم يكن الأمر يتعلق فقط بمعركة ميدانية، بل بمعركة وعي وبصيرة، معركة تتطلب استمرارية النضال والتضحية حتى تحقيق الهدف المنشود.
رحمة الله على الشهيد اللواء سالم قطن، الذي لم يكن فقط قائدًا عسكريًا، بل كان أيضًا رمزًا للحكمة والبصيرة٬ ورسالة حية لكل من يسعى إلى تحقيق العدالة والحرية.