حرب الفضاء بين طهران وتل أبيب " من يهزم من؟
هناك حرب خفية بين أسرائيل وإيران "سرية للغاية" لاتظهر لوسائل الإعلام، و تحمل مؤشرات خطورة الموقف اليوم. خصوصًا أن رواية الموساد " السرية" صحيحة بخصوص الهجوم على " مجدل شمس" ،أن الهدف كان فرع مصنع جديد ل (IAI)إسرائيل لصناعات الطيران والفضاء أو (Israel Aerospace Industries) ومختصرها (IAI) لتطوير ومراقبة أقمار التجسس، ومقره الفرعي في الجولان المحتل.
-متى بدأت هذه الحرب الخفية؟ وما هي أول معركة فيها؟ وما نتيجتها؟
إيران بعد شنها هجومًا بتوجية من أقمار التجسس الإيرانية ،ورصد من أقمار التجسس الإسرائيلية ،ولذلك تم الإعلان عنه مسبقًا ، تواصل إيران إنكار الواقع وتتفاخر بقصف إسرائيل، ليصل الأمر إلى الحديث عن رمزية هذا الهجوم في إظهار قوة إيران واعتباره نصرًا لطهران على الرغم من عدم إصابة أي أهداف تذكر تقريبًا، بعد أن تم إسقاط كل الصواريخ والمسيرات التي أطلقتها إيران بفعل مهارة الأقمار التجسسية لتل أبيب.
المؤشرات التي نتحدث عنها ليست العنصر الوحيد الذي يدل على أن ثمة شيئاً يتم الإعداد له. فاقتراب حرب غزة من مرحلتها النهائية في رفح تزيد من مخاطر الانزلاق في لبنان، لا سيما بعدما أن نجحت إسرائيل في تهكير وتعطيل جميع الأقمار الصناعية الإيرانية . وهنا الوضع الخطير والفخ الذي وقعت فيه إيران اليوم، ووقع وكلائها في ورطة ومأزق خطير في عدم القدرة على توجية المسيرات، والغواصات، والبالستيات.
حرب بلاحدود بدأت ونحن من سيكتب نهايتها يقول الموساد الإسرائيلي ،و سرب عملاء الموساد في الشرق الأوسط ،بأن إسرائيل ستوجه خلال أيام ضربة جوية مزدوجة ضد بيروت وصنعاء ردًا على هجوم" مجدل شمس" الذي هدف مصنع تطوير ومراقبة اطلاق صواريخ التجسس الفضائيةIAI ،واستباقًا لعملية استهداف غاز " كريش" ،ومخططات تدمير كوابل الاتصالات في قاع البحر الاببض المتوسط، والتي كشفها الموساد هذا الأسبوع.
صرح مؤخرًا "الجنرال" شلومو سوداري، رئيس برنامج الفضاء في IAI، في الأسبوع الماضي “شبكتنا من الأقمار الاصطناعية تتيح لنا مراقبة الشرق الأوسط بأكمله ،والجديد بأن الموساد يرسل لعدد من اليمنيين الرسائل المستفزة، تفيد بأن كاميرات القمر الاصطناعي أوفيك-16 تراقب صنعاء ،وتجري عملية تحميل صور من اليمن على مدار كل 90دقيقة.وكذلك تؤكد إسرائيل أيضا بأن قمر الاتصالات “عموس-17″ يرصد حسن نصر الله في بيروت يوميًا.
يقول الموساد الإسرائيلي في رواية حديثة بأنه يدير
نظام مسح التردّدات اللاسلكية المتعلّقة بمزوّدي خدمات الإنترنت ،وعناوين نقاط الوصول "access points" الموجودة في المنازل، والمؤسسات، والأماكن العامة في صنعاء وبيروت، ولدية قاعدة بيانات تحدد الموقع الجغرافي للجميع.
سرب كذلك الموساد الإسرائيلي بأن "فانغارد للاستثمار" شركة أميركية تديرها إسرائيل تستحوذ على نصيب الأسد من أسهم آبل مابس وجوجل مابس.وكان تسريب الأقمار الصناعية صور مابعدالهجوم على ميناء الحديدة دعاية تجسسية بامتياز.
وتدعمها رواية الموساد الأخيرة بأنهم من يقف خلف إطلاق خرائط آبل مابس للخدمات الرقمية والملاحة ،والتي دخلت رسميًا لمنافسة خرائط جوجل مابس.
الآن أصبح واضح لدينا سبب ثقة الجيش الإسرائيلي في تصريحاته حول جبهة جنوب لبنان؛زاعم أنها مؤشرات حرب واسعة يقول الجيش الإسرائيلي أنه مستعد لها، وكذلك بعث رسالة لكل دول الشرق الأوسط من بوابة قصف ميناء الحديدة اليمني.
ختامًا هناك تحضير الرأي العام الإسرائيلي لحرب واسعة ضد لبنان واليمن، من خلال مراكمة المواقف السياسية وتأكيد قدرتهم على كسب حرب الفضاء خصوصًا بعد زعمهم تعطيل أقمار "مهدا" ،و"كيهان-2" و"هاتف-1"و "نور " ،و"ثريا" الإيرانية.
ان المبدأ الأساسي في نظرية إسرائيل بشأن "الدفاع الوطني"، هو القدرة على الدفاع عن نفسها بقوتها الذاتية، دون تحفظات.
باحث إستراتيجي يمني.*